الأحد 5 مايو 2024

الارتفاع المفاجئ في حالات كوفيد في الصين يزيد من خطر ظهور طفرات جديدة

كورونا

عرب وعالم29-12-2022 | 11:11

دار الهلال

 حذر خبراء الصحة من حدوث تفشي في الصين لحالات كوفيد -19، حيث رفعت الدولة تدابير سياسة "صفر كوفيد"، مما يمكن أن يخلق أرضًا خصبة لظهور طفرات جديدة.

وأعلنت الصين للتو نهاية الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى البلاد في 8 يناير، وهو آخر إجراءات سياسة القيود الصارمة التي أبقت البلاد مغلقة إلى حد كبير أمام العالم منذ بداية الوباء.

بينما توقفت الحكومة عن نشر أعداد الحالات اليومية، يقدر المسئولون في العديد من المدن أن مئات الآلاف من الأشخاص قد أصيبوا مؤخرًا، في حين أن المستشفيات ومحارق الجثث مكتظة في جميع أنحاء البلاد.

ومع انتشار الفيروس الآن في الصين، التي تضم ما يقرب من خمس سكان العالم، يخشى العديد من البلاد والخبراء من أن تصبح الصين أرضًا خصبة لظهور طفرات جديدة. خاصة وأن السكان الصينيين لا يزالون غير محصنين بشكل جيد.

وتزيد كل إصابة جديدة من فرص تحور الفيروس، حسب تقديرات أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف. وصرح أن "حقيقة تعرض 1.4 مليار شخص بشكل مفاجئ لفيروس كورونا المستجد (سارس -كوف 2) تخلق ظروفا مواتية لظهور طفرات".

وفي غضون ذلك، قال برونو لينا، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ليون بفرنسا، لصحيفة "لا كروا" المحلية "بالنظر إلى الانتشار المكثف للفيروس، وبالتالي زيادة خطر الطفرات، يمكن أن تظهر أرض خصبة للفيروسات في الصين".

ومن جانبها، قالت سوميا سواميناثان، التي شغلت منصب كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية حتى شهر نوفمبر الماضي، إن الكثير من السكان الصينيين معرضون للخطر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من كبار السن لم يتم تطعيمهم بعد. وقالت في تصريحات موقع صحيفة "إنديان اكسبرس" على الإنترنت "نحن بحاجة إلى مراقبة أي ظهور لطفرات مثيرة للقلق عن كثب".

وردا على الزيادة في عدد حالات كورونا، أعلنت الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان والهند وماليزيا هذا الأسبوع أنها ستشدد ضوابطها على الحدود بالنسبة للمسافرين القادمين من الصين.

وستطلب واشنطن نتائج اختبار كوفيد سلبية اعتبارًا من 5 يناير لجميع المسافرين القادمين بالطائرة من الصين.

ومن جانبها قالت الحكومة الفرنسية، يوم الأربعاء مؤكدة أنها ستقوم بـ "متابعة تطور الوضع بعناية شديدة" وأضافت أنها "مستعدة" "لدراسة جميع الإجراءات المفيدة".

كما ستفرض الهند واليابان إجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي أر) على جميع الركاب القادمين من الصين، وهو إجراء يرى مدير معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف أنطوان فلاولت إنه يمكن أن يكون وسيلة للتحايل على أي تأخير في المعلومات من جانب بكين.

وقال: "إذا نجحنا في أخذ عينات وتسلسل جميع الفيروسات التي تم تحديدها في جميع المسافرين من الصين، فسنعرف على الفور تقريبًا ما إذا كانت هناك متغيرات جديدة تظهر وتنتشر" في البلاد.

من جانبه، قال شو وينبو، رئيس معهد مكافحة الفيروسات في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن المستشفيات في جميع أنحاء البلاد ستجمع عينات من المرضى وستقوم بتحميل معلومات التسلسل إلى قاعدة بيانات وطنية جديدة، مما سيسمح للسلطات بمراقبة السلالات الجديدة في الوقت الحقيقي دون تأخير.

وقال الأسبوع الماضي إنه تم اكتشاف أكثر من 130 خطًا فرعيًا جديدًا لمتغير أوميكرون في الصين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

من بينها "اكس بي بي" و"بي كاي 1" وسلالاتها الفرعية الخاصة بها، والتي انتشرت عبر الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا في الأشهر الأخيرة مع تنافس مجموعة من المتغيرات الفرعية على الهيمنة على العالم بأكمله.

ومع ذلك، تظل بي ايه 5.2 وبي اف 7 من أوميكرون هما السلالتان الرئيسيتان المكتشفتان في الصين، حسبما قال شو وينبو مضيفًا أنه من المحتمل أن تنتشر السلالات الفرعية المختلفة بشكل مشترك.

تم تحديد "مجموعة" من أكثر من 500 نوع فرعي جديد من أوميكرون في الأشهر الأخيرة، كما ذكر أنطوان فلاهولت.

وقال عالم الأوبئة: "جميع المتغيرات، عندما تكون أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات السائدة سابقًا - مثل سي اتش 1، واكس بي بي و بي 2.75.2 وبي اف 7 تمثل بالتأكيد تهديدات، لأنها يمكن أن تسبب موجات جديدة".

وأضاف "اليوم، لا يبدو أن أيًا من هذه المتغيرات يشكل مخاطر جديدة خاصة بأعراض أكثر حدة، لكن المتغيرات الجديدة قد تفعل ذلك في المستقبل القريب".