الجمعة 17 مايو 2024

«القوة الناعمة وبناء الوعي» على مائدة ملتقى الهناجر الثقافي

ملتقى الهناجر الثقافي

ثقافة31-12-2022 | 13:01

دار الهلال

أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذي جاء هذا الشهر تحت عنوان "القوة الناعمة وبناء الوعي"، أمس الجمعة، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور، وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.

 

 

وأدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، التي رحبت في بداية كلمتها بالسادة ضيوف الملتقى، وقالت إننا نودع بعد ساعات عام يحاول ان يطوى أوراقه ويذهب بكل ما فيه من تحديات ويترك لنا أيضا نصيبنا من التحديات، ولكن هناك المزيد من الفرص، ونستقبل عام جديد ندعو الله أن يكون عام خير وأمن وأمان على العالم كله، وأكدت أن القوة الناعمة هي المفهوم المقابل للقوة الصلبة والخشنة أو العسكرية، وإن كانت القوة العسكرية في كثير من الأحيان تقوم بمهام القوة الناعمة مثل المعونات العسكرية والمناورات العسكرية، وما تقوم به الشئون المعنوية بالقوات المسلحة والهيئة الهندسية من مؤتمرات وندوات تثقيفية وأفلام تسجيلية وثائقية فقط عندما تستخدم الذخيرة الحية تكون هنا قوة خشنة

 

 

وأضافت عبد الحميد، أن القوة الناعمة متعددة الروافد والتي هي بدورها متعددة المحاور والرؤى، والقوة الناعمة هو مفهوم دقيق وحساس وجميل، فكيف لبعض هذه القوى أن تتوحش وتصبح بدلا من أن تكون سبيلا للعلم والمعرفة، مشيرة إلى أن وظيفة القوى الناعمة هي التغيير والتغير  للأفضل وكيف يكون الانسان أكثر انسانية أكثر استنارة، القوى الناعمة تساعد الانسان أن يتشرب الثقافات والمعارف المختلفة، وتساعده أن يؤمن بالتعدد الثقافي، ويكون أكثر ابداعا، وأكثر مقدرة على التسامح والمحبة بالدرجة الاولى، وتحرره مما قد يترسب في نفسه من أمراض ومشكلات وامراض مجتمعية نتيجة لبعض السلبيات والصراعات التي قد يمر بها الانسان في مجتمع من المجتمعات. 

 

 

"بسم الإله الواحد الذى نعبده جميعا"، بهذه الكلمات بدأ نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، حديثه مهنئا الجميع بالعام الميلادي الجديد، وقال إن المركز الثقافي القبطي يعد أحد أذرع القوة الناعمة في مصر، القوى الناعمة تعرف بقدرتها على التأثير، وهى سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الإقناع بدل من الإرغام والضغط بالقوة العسكرية، وهى أيضًا السلاح الأقوى لمواجهة كافة أوجه التطرف والإرهاب، ومصر دائما لها مكانة ثقافية وفنية متميزة وشهدت نهضة ثقافية وفنية وإعلاء شأن المرأة، وعلينا أن ندرك دور الثقافة في مرحلة الإصلاح في ظل الجمهورية الجديدة.

 

وأشار الأنبا إرميا إلى أن مصر تعد من أولى الدول التي انفتحت على الدول الغربية من خلال السينما والدراما وعروض الأوبرا والشعر والأدب وغيرها، وأكد على أهمية قيام رجال الدين بإبراز السمات والأخلاق الطيبة، ونبذ الإرهاب والعنف، ونزع الكراهية وبث الحب والحرية الحقيقية من خلال الخطاب الديني الذى له أكبر تأثير على أفراد المجتمع .

 

 

وعن الإعلام ودوره في المجتمع، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن الإعلام له تأثير كبير كأحد أذرع القوة الناعمة، والإعلام هو ناقل للخبر، وإذا صلح المجتمع صلح الإعلام وتواجدت الشفافية والمصداقية في نقل الخبر عن الحدث، وأن القوة الناعمة في اعتقاده هي حصيلة لعدد من القوى منها القوة العسكرية.

 

وأشار  إلى ان مفهوم القوة الناعمة هو أن تجعل الآخرين يتبعون النموذج الخاص بك، وليس هناك تعارض في تواجد القوة الصلبة مع القوة الناعمة، وعلينا مواجهة التيارات الفنية والثقافية السيئة وغير الهادفة، والتصدي لها من خلال تقديم الأعمال الجيدة والنماذج الحقيقية المشرفة، وعلينا أن نناقش أي سلبيات في المجتمع بهدوء ونستمع لمقترحات وحلول الآخرين بصدر رحب ودون تشدد 

 

 

من جانبه أكد الفنان المهندس محمد ثروت، أن القوة الناعمة تكمن داخل الإنسان نفسه، وبعودة الإنسان لقيمه ومبادئه المصرية الأصيلة التي لا تتغير، تعود القوة الناعمة لوجدان الانسان، منوها إلى أن القوة الناعمة المصرية علمت العديد من شعوب العالم من خلال الأخلاق الطيبة والأصالة المصرية، ولكن اليوم في كثير من الأحيان، نجد الدراما والغناء يتضمن كل منهما سلوكيات ليست من تراثنا ولا عاداتنا وطبيعتنا المصرية الأصيلة .

 

وأضاف الفنان محمد ثروت، أنه يستطيع كل فرد أن يشكل عنصر أساسي في المجتمع من خلال تعاونه مع الآخرين وانتهاج السلوكيات والأخلاق المصرية الطيبة، وبلادنا بلد راسخة ومعانيها ضاربة في جذور التاريخ، ويجب على الجميع التكاتف معا لخدمة بلدنا والتصدي لأي هجمات تحاول تشويه حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا.

وأوضح الأستاذ الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم ومستشار وزيرة التضامن، أنه أذا فشلت القوة الناعمة في أداء مهامها، نحتاج وقتها للقوة العسكرية، ونعلم جيدا أن أي مستعمر يعلم مدى تأثير وأهمية الثقافة والقوة الناعمة والوعى، لذا كان المستعمر في الماضي يحرق المكتبات، ويبعد الشعب عن التعليم والثقافة تماما، والاستقرار الحقيقي هو الذى ينتج عن استقرار ونهوض القوة الناعمة .

مشيرا إلى أن وعى الفرد هو مسئولية الإعلام، الذى يقوم بتصحيح المفاهيم والمعلومات المغلوطة، وبالتالي يؤثر على تشكيل الوعى في المجتمع، وكلما ارتفع مستوى الثقافة والتعليم والوعى والذوق العام، كلما تواجدت أجيال على مستوى عالي من الثقافة والفن بمختلف مجالاته.

 

من جانبه أكد الفنان طارق الدسوقي، أن كل ماله علاقة بالثقافة والفن والإبداع والاختراع كان أساسه ومنبعه مصر، لذا استطاعت مصر أن تحافظ على الهوية المصرية بكل ما تحمله من حضارة وموروث ثقافي وفنى، فالقوة الناعمة في مصر خاصة تملك المحتوى وشديدة التأثير على الأفراد في صياغة عقلها ووجدانها خاصة على الشعب المصري، من هنا فطن أعداء الوطن لهذه المسألة وبدأوا في التخطيط لغزو ثقافي وفكري وإبداعي ممنهج وليس صدفة على الإطلاق .

 

 

وأوضح الدسوقي أنه إذا أردنا إعادة صياغة فكر ووجدان المجتمع بما يتناسب مع المرحلة الراهنة التي تواجه الكثير من التحديات والمخاطر، فيجب أن يرسخ أي عمل فنى الهوية المصرية بكل ماتحمله من عادات وتقاليد وقيم ولغة، وان يعمل على ترسيخ روح الانتماء وحب الوطن لدى الشباب، ويؤكد على مفهوم الوحدة الوطنية وأن صمام الأمان للوطن هو في ترابط شعبها إلى قيام الساعة، ويلقى الضوء على فترات ونماذج مشرفة ومشرقة، ويخوص في مشاكل وهموم الناس ويحاول طرح حلول لها. 

 

 

وتضمن الملتقى باقة من الفقرات الغنائية قدمتها فرقة شموع الموسيقية بقيادة الفنان سعيد عثمان، الذي تغنى والمطربة أسمهان عادل، بمشاركة مطربين من ورشة الهناجر "نهى المصري وعبد الرحمن عبدالله"، بباقة متنوعة من أغاني كبار نجوم الطرب، منها "أحلف بسماها وبترابها، عليك صلاة الله وسلامه، أمتى الزمان يسمح يا جميل، بتسأل ليه علية، أمانة عليك يا ليل طول، لما راح الصبر منه، سحب رمشه"، وتغنى الطفل الموهوب محمد الخولي بأغنية " ثلاث سلامات".