السبت 18 مايو 2024

لم يفت الأوان بعد..!!

مقالات31-12-2022 | 17:51

ساعات قليلة تفصلنا عن السنة الجديدة.. الكل يحلم بأيام أحلى وأجمل.. وبكل ما أوتي من كلمات سبق وسمعها عن تطوير الذات يتجمل استعدادا لاستقبال الغد بطاقة إيجابية وروح متفائلة .. وما أن يأتي الأول من كل يناير حتى نعود لما نحن عليه، ناسين كل ما سبق ووعدنا به أنفسنا للتغير إلى الأفضل... هكذا،.. نهدر أعمارنا في التغزل بكل مجهول نتمناه دون أن نبذل، ولو القليل من الجهد للوصول إليه.

اسمحوا لي أن أحدثكم عن تجربة شخصية جداً، ربما  تفيد امرأة مثلي خسرت أهدافها بين ليلة وضحاها دون أي ذنب اقترفته سوى تعلقها حد العشق بما تعمل،.. فبعد 27سنة من عمري عشتها، وحياتي مرهونة على مجلة حواء والتي لم أتعامل معها يوماً كونها عملاً بمطبوعة نسائية والسلام .. تغيرت سياستها التحريرية،.. وحرمت من النشر الأسبوعي على صفحاتها بل وأي دور مهني فيها،..ما جعلني أسأل وماذا بعد؟.

والحقيقة أنني تأخرت طويلاً في الإجابة، وأضعت 5 سنوات بالتمام والكمال وعمري مرهون على انتظار تغير لا يأتي.. وكلما طل علينا عام جديد، أعقد العزم، وأقرر بكل حسم البحث عن بديل.. ويمضي العام بعد العام،.. وأنا محلك سر.. ليس بسبب قلة الفرص المتاحة لكن لجبني الشديد من طرق أي باب جديد.

ولا أعرف لما ولا كيف تجرأت، ولملمت كافة أحلامي الورقية وحولتها لأخرى إلكترونية.. حدث ذلك، منذ 150 يوم فقط،.. والغريب أن ما حققته خلال هذه الشهور القليلة محا كل ما قبله من إخفاقات سابقة ما جعلني أندم على كل يوم أضعته قبل انتقالي لبوابة دار الهلال الإلكترونية...

الهدف من هذا الكلام ليس سرد سيرة ذاتية، قد لا تهم أحد لكن لأعطى تجربة فعلية  لكل امرأة عانت أخفاق في حياتها الخاصة أو العملية، فاستسلمت لأحزانها بحجة فات الأوان والمتبقي من العمر ليس أكثر مما فات.. ها أنا أمامكن تخطيت ال50 من العمر ولازلت أعمل بروح ال20 وكلي أمل ورجاء في بكرة أحلى من كل ما سبق.. وكما يقول المثل الإنجليزي “it is never too late” أي "لم يفت الأوان بعد".

الاكثر قراءة