الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثقافة

رؤى أنثروبولوجية وفولكلورية حول الثقافة والتنمية بالواحات في «مؤتمر أدباء مصر»

  • 31-12-2022 | 20:04

جانب من ال جلسات مؤتمرأدباء مصر

طباعة
  • دار الهلال

عقدت بقصر ثقافة الخارجة، الجلسة الرابعة بعنوان "الثقافة والتنمية.. رؤى أنثروبولوجية وفولكلورية"،  وذلك ضمن الجلسات البحثية في ثالث أيام المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته 35، بمحافظة الوادي الجديد، دورة المفكر شاكر عبد الحميد، التي تعقد برئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي، وأمانة د. حمدي سليمان.

وأدار اللقاء  عبد القادر عيد، شارك فيها كل من الشاعر د. فارس خضر، والشاعر مصطفى معاذ، وشهدت حضور د. مؤمن معاذ عضو مجلس الشيوخ بالوادي الجديد.

وتناول "خضر" في بحث بعنوان "في مديح الهويات المتجانسة للواحات المصرية"، الثورة التكنولوجية والتغيرات المجتمعية التي أصبحت تهز السمات الثقافية لكل مجتمع، وذلك من خلال دعاوي العولمة وتفتيت الثقافات المحلية من خلال التعددية الثقافية، وسقوط الحواجز التقليدية بين الشعوب، وهو ما ينقلنا للحديث عن الواحات، فهم أخلاط متجانسة ومجتمعات متعددة ولديهم سمات لهجية مختلفة، وتنوع كبير في الصفات المورفولوجية، ورغم وحدة الجماعة بين أهل الواحات وتماسكها، يكاد ينعدم بها وجود العصبية سواء عصبية الدم أو عصبية الانتماء، لذلك لا نجد بها عادة الثأر التي هي نتاج مباشر لهذا الشعور بالعصبية للأهل والعشيرة.

وأوضح "خضر" أن هذه السبيكة الاجتماعية المتجانسة ليست وحدها سر تفرد الواحات عما عداها من الأقاليم المصرية، ولكن تفردها يكمن في أن الفروق الطبقية بين افرادها شبه منعدم وانخفاض حدة الصراع بينهم إلى أدنى درجة مما ترتب عليه حالة من التوافق والتماسك والتضامن الاجتماعي بين الأفراد، وأضاف: في هذه الجلسة نطالب بالتمييز والاستثناء للواحات ومجتمعها بتوفير المجالات الثقافية بالكامل من سينما وكتب ومسابقات ومسرح حتى لا يكونوا نهبا لكثير من التيارات الفكرية المتطرفة للحفاظ على الحدود.

وفي بحث بعنوان "الثقافة والتنمية في واحات الوادي الجديد" أوضح الشاعر مصطفى معاذ أن الواحات غابت عن ذاكرة الكثير، فالواحة هي محيط زراعي وسط محيط صحراوي فهي تزين الصحراء الغربية، وليست الواحات بمجتمع بدوي بل مجتمع مستقر بها آبار وعيون ونظام اجتماعي اسمه البدنة، وذاك لترابطهم الوثيق فيما بينهم، كما تناول بداية الواحات حيث عاش بها الإنسان المصري الأول في فترات ما قبل الحضارة المصرية القديمة وكان ذلك في واحة الخارجة حيث وجود المخربشات الأولى التي وجدها العلماء في جبل الطير شمال مدينة الخارجة، والنقوش الأولى الموجودة على الحدود المصرية الليبية على هضبة الجلف.

وتحدث "معاذ" عن الفنون والإبداعات الشعبية في الواحات المصرية مثل فن النحت على جذوع النخيل الذي يعد من الفنون الواحاتية التي ابتكرها الإنسان المصري، وعن الحنين إلى الحج، ومواسم الخيرات في بلاد الواحات، حفر الآبار والعيون، العمارة الشعبية، الأمثال الشعبية، واحات البيوت المتلاحمة، واختتم حديثه مشيرا إلى أنه في ظل النهضة الشاملة التي تشهدها واحات الوادي الجديد فى التعليم العالي بإنشاء جامعة الوادي، والزراعة واستصلاح الأراضي والمشروعات التنموية العملاقة في شرق العوينات وواحة الفرافرة، نطمح أن تكون الثقافة سببا رئيسيا في وجود جهاز لتنمية الوادي الجديد على غرار تجربة جهاز تنمية سيناء.

 

وأعقب ذلك عدد من المداخلات منها ما يتعلق بالصورة الذهنية عن الوادي الجديد هل هي بيئة بدوية، أم بيئة زراعية وضرورة حماية الموروث الثقافي للوادي وإمكانية توثيقه بتعاون الدولة مع المثقفين حتى لا يندثر مثل ما تم فعله مع السيرة الهلالية والموروث الشعبي الريفي، وفي مداخلة أخرى طالبت بالتواصل مع قطاعات مختلفة من الدولة مثل وزارة الثقافة أو الشباب والرياضة بتوفير فرص عمل للشباب وتعليمهم التصنيع للحرف مثل الخيامية وغيرها وتصدير هذه المنتجات إلى الخارج حتى لا تندثر وتختفي.

وتأتي فعاليات المؤتمر برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، ويتضمن عددا من الجلسات البحثية والموائد المستديرة والأمسيات الشعرية، وتشرف على تنفيذه الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع ، إضافة إلى العديد من الفعاليات التي تقام بالتزامن مع جلساته من خلال إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي بواحة الداخلة وقراها، في ضوء إعلان محافظة الوادي الجديد عاصمة للثقافة المصرية لعام 2023.

أخبار الساعة