تحل اليوم الأحد الذكرى الـ 104 لميلاد الكاتب والروائي الكبير إحسان عبد القدوس، كاتب الحب الأول، أحد أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، وتحولت أغلب أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية.

ولد إحسان عبد القدوس في الأول من يناير من عام 1919، بقرية زفتى بالغربية، في بيت جده الشيخ رضوان، وكان والده محمد عبد القدوس ممثلًا ومؤلفًا مصريًا، ووالدته روز اليوسف مؤَسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير، وكان جده من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، تعلم إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة، ثم في مدرسة فؤاد الأول، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1942.

 

فشل إحسان عبد القدوس بعد تخرجه في كلية الحقوق في أن يصبح محاميًا، وقال: «كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعًا».

 

وفي السادسة والعشرين من عمره تولى إحسان عبد القدوس رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وهي المجلة التي أسستها والدته، وقد استلم رئاسة تحريرها بعد ما نضج في حياته، ولكن لم يمر وقتًا طويلاً في مجلة روز اليوسف ليقدم استقالته بعد ذلك، و بعدها تولى رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى عام 1968، ومن ثم عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974.

ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، وقد أحدث نقلة نوعية كبيرة في الرواية المصرية والعربية، وخرجت معظم أعماله الأدبية إلى العالمية عن طريق ترجمتها إلى لغات متعددة.

وقدم لنا إحسان عبد القدوس أعمال كثيرة متنوعة وصلت إلى 600 رواية وقصة، تحولت منها  49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية، وترجمت حوالي 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.

 

ومن أبرز أعماله الأدبية القصص: "لم يكن أبدًا لها صانع الحب"، "دار روز اليوسف"، "بائع الحب"، "النظارة السوداء"، "أنا حرة"، ومن الروايات: "لن أعيش في جلباب أبي"، "مكتبة غريب"، "يا عزيزي كلنا لصوص"، "وغابت الشمس ولم يظهر القمر"، "رائحة الورد وأنف لا تشم"، "ومضت أيام اللؤلؤ"، "لون الآخر"، "الحياة فوق الضباب"، "في بيتنا رجل".

ورحل عن عالمنا الكاتب والروائي الكبير إحسان عبد القدوس في 12 من يناير عام 1990، تاركًا لنا ثروة أدبية عظيمة خالدة مازلنا نحتفي بها حتى الآن.