قد تصدم بعض الأمهات جراء اعتراف ابنتها بحب زميلها، أو ابنها بحب زميلته، وتختلف ردود الأفعال تجاه هذا الاعتراف فبعضهن يأخذن الأمر كنوع من الضحك والسخرية من مشاعرهم، وأخريات تعتبره مشكلة كبيرة ولابد من إنهائها بشتى الطرق، فما بين هذا وذاك نتساءل عن الأسلوب التربوي الذي يجب على الأم اتباعه حين اعتراف أبنائها الصغار بتلك المشاعر حتى لا يتسبب الأمر في شرخ العلاقة بينهم وبين الأم.
تقول الدكتورة رحاب حلمي، دكتوراه فى التربية الخاصة والمدرب المعتمد للإرشاد الأسري وتعديل السلوك، لابد أن تقوم العلاقة بين الأم وأطفالها على الصداقة وإتاحة المساحة للتعبير عن الرأي والمشاعر بحرية تامة بدءا من الطفولة حتى مراحل المراهقة والنضوج، لأن ذلك يصنع أرضية من الأمان والطمأنينة وعدم الخوف، مما يساعد على تحدث الأبناء عن مشاعرهم وعلاقتهم العاطفية مع زملائهم بكل سلاسة وذكر السلبيات قبل الايجابيات.
وتضيف خبيرة الإرشاد الأسري وتعديل السلوك أن على الأم التعامل مع ابنتها أو ابنها بحكمة وتروي وإتباع بعض الخطوات التربوية السليمة حين اعترافهم بالحب عن طريق الأتي:
- ترك مساحة إيجابية عند السماع لأبنائنا وذلك بكل اهتمام وإنصات حقيقي، وعدم انشغال الأم عنهم أثناء التعبير عن مشاعرهم بالهاتف أو مقاطعة حديثهم بشيء أخر.
- أن يصل للابن أو الابنة إحساس أن الأم تحترم وجهة نظرهم.
- فى حالة ملاحظة أن العلاقة بها الكثير من السلبيات عن الايجابيات فعلى الأم أن تتوسع أكثر فى الكلام مع ابنتها وتطلب مقابلة زميلها أو مكالمته هاتفيا حتى تتعامل بحكمة مع الأمر دون أن تفقد ثقة البنت.
- لابد من ذكر ايجابيات العلاقة أولا ثم السلبيات والعيوب بشكل لائق مثل "هو كويس لكن سنه صغير" أو " تفكيره غير ناضج فى بعض الأمور"، حتى تفتح الأبواب المغلقة لأحلام اليقظة التي تتبناها ابنتها كمراهقة بشكل تدريجي.
- لا يجب أن تبني الأم حكمها على تجربة ذاتية لها، فمثلا فى حالة أن الأم مطلقة فيجب أن لا تكره البنت فى صديقها بحجة أنه يتمتع بنفس صفات أبيها التي جعلتها تنفصل عنه.
- فى حالة أن البنت من بيئة حضرية فعلى الأم أن تروي للأب أن ابنتها لديها مشاعر مع زميل لها، ولكن لا يجب أن يظهر فى الصورة ويظل فى الخفاء حتى لا تفقد ثقة البنت، أما فى البيئة القروية فينبغي على الأم أن تتحدث مع الأب بشكل تمهيدي لأنه فى حالة معرفته بمفرده سينقلب الأمر بالسوء على الأم والابنة.
- لابد أن يكون هناك إشباع عاطفي وزرع تطلعات ومثير أقوى كهواية أو ممارسة رياضة مع الدعم النفسي لأبنائنا حتى يحصلوا على كامل ثقتهم بنفسهم ولا يضطروا لإثبات النقص العاطفي بعلاقة تشبع مشاعرهم.