أحيانا تقع الفتاة في حب شخص يتلاعب بمشاعرها ولا تدرك نواياه إلا بعد فوات الأوان، حيث يملك بعض الرجال القدرة على إخفاء شخصياتهم ونواياهم الحقيقية بشكل يسمح لهم التلاعب بمشاعر الآخرين، والاستمتاع بأذيتهم إلى الحد الذي يرغبون به، ولذلك نتساءل إلى أي مدى يستغل البعض كلمة أحبك للتلاعب بمشاعر الطرف الآخر، ومدى انعكاس هذا التلاعب على من صدق أكذوبة الحب...

تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذة علم النفس السلوكي، أن التلاعب ليس حكراً على العلاقات العاطفية، ولكنه في الأساس فعل الاحتيال على كائن ما بهدف السيطرة عليه وتغيير سلوكه لتحقيق غرض عند المستغل، فهي وسيلة للإيقاع بالفريسة، وبالنسبة لعواطفنا فنجد أنه الكثير من الجرائم ترتكب باسم الحب، فالبعض يستخدم الحب للسيطرة، أو التدخل الصارخ في شؤون الزوجة أو الزوج بحجة ادعاء الغرام، وهناك الكثير من الرجال يستخدمون كلمة الحب شفهيا لاستغلال مشاعر الطرف الآخر أو نيل رغبة قد تكون مادية أو معنوية.

وتضيف أستاذة علم النفس السلوكي أن استغلال الحب هو مسمى وعنوان لاستغلال البراءة أو الاحتياج العاطفي وحرمان الضحية من أحد يحتويها، والشخص الذي يستخدم التلاعب كسلاح له في مواجهة الحياة إنسان كاذب وغير أمين ولديه فراغ بحياته وعقله، فضلاً عن هشاشته النفسية .. الأمر الذي يدفعه لتهديد أو إيقاع الأذى المعنوي بغيره .

 وتحذر العوضي من تصديق كلمة "أحبك" دون دليل مادي وملموس أو معنوي حيث يؤدي ذلك إلى استنزاف طاقة الضحية التي تقع فريسة لأكذوبة الحب.. ما يجعلها تفقد توازنها النفسي، فلا تستطيع اتخاذ القرارات فضلا عن معاناتها من الإحباط المتكرر والاكتئاب وفقدان الثقة في الآخرين وذلك لأن المتلاعب يجعلك في حالة من التبرير الدائم والشك المستمر مما يؤثر على إنتاجيتك في الحياة.