الإثنين 13 مايو 2024

كثير الصمت يُكلم الملائكة

مقالات4-1-2023 | 11:28

أحب تلك الحكاية: شاعرٌ يشبهني!! كلما سافر خارج موسيقاه،

 اصطحب معطف حبيبته في الحقيبة، وزجاجة عطرها.

 ظن اللارومانتيكيون الحمقى من مفتشي المطارات الحزينة،

 أن الحقيبة تخص امرأة.. لا تخص رجلاً وفيًا يحب زوجته.

 معطفها يصلح للرقص، كلما مددتُ يديَّ لأمسك رقبته وخصره.. أصير عازف "تشيللو"!!

 ثياب الحشمة مغرية جدا. يكفي أنها تهمس لك دون أن تسمع صاحبتها

 ذاك السر:

هذا الجسد سام جدا.. هذا الجسد يقتل ذباب العيون..

هذا الجسد يخصك وحدك.

 أريد امرأة تشبه "القديسة بريسكلا" بملابسها السوداء. حين أجدها

 سوف أدلها على "الخيّاطة الأورشليمية" التي كانت "المريمات"

يذهبن عندها قبل "الفصح". لا خجل في أن أعترف لحبيبتي (قبل الزفاف):

 حين رأيتُكِ للمرة الأولى، سبقتُكِ إلى المنزل أعمى.. تركتُ عينيَّ على ظلي، ليمر تحت تنورتك.. كي أرى العالم من أوله!!

 

                                      ***

 

على فخذ بندقية وشمٌ نافق لقاتل دميتي:

الدُمى تموت في الحروب، وتُدفن مع أطفالها (حسب وصية قديمة)

 لكنها لا تصعد، تظل تصلي كي تصير حنطة،

 أو حبة برتقال تبكي.. وتُلوّن قبرها.  

من يحفظ دميته.. يحفظ امرأته، ويصير شاعرها حين يغرق

 في حزن قهوة.

 ومن القى الدمية في النهر كان يقصد أن يحممها قبل زفافها

 على مطر حافيًا.

 كان يقصد أن يغسل يدها قبل أن يعطيها دواء لتخفيض حاسة السمع، خوفا على هشاشتها من شجار عائلي. 

كان يقصد أن يغسل ذاكرتها، ويدرِّبها على نسيان مذبحة،

 وينقذها في اللحظة الأخيرة بمركب ورقي.

مَنْ ضرب الدمية على رأسها لم يكن مريضا سيكولوجيًّا يريد إيذاءها،

 كل ما في الأمر أنه كان يريدها أن تفسر الأحلام.

 لكنَّ يدًا ما سكبتْ كوبًا من مذاق الكوابيس الساخنة

 على ورق الشعر، وافسدتْ كل شيء.

هناك مشفى صغير لعلاج الدمى، لا نعرف في أي شارع يقع في الحكاية، أطفالنا وحدهم يعرفون عنوانه جيدًا.

الدمى لها عادات شعرية مثلنا:

 لا تنام قبل أن تكتب اسم قاتلها على الخبز.. وتأكله!!

Dr.Radwa
Egypt Air