أثناء وجود اللورد "كارنارفون" في الأقصر وبعد افتتاح المقبرة، فوجئ اللورد بابنته "ايفيلين" تخبره بأنها تحب صديقه وشريكه "هوارد كارتر".
رأي اللورد، الذي انفجر في ابنته يعاتبها، أن كارتر ليس زوجاً مناسباً لابنته لأنه يكبرها عُمراً ويقلُّ عنها في الطبقة الاجتماعية.
وتوجَّه اللورد على الفور إلى استراحة كارتر، التي بناها في وادي الملوك ليسكن فيها وأُطلق عليها فيما بعد "قلعة كارتر"؛ ليلومه، غير أن كارتر أخبره أنه لا يميل إلى ايفيلين، وليس لديه وقت للغرام لأنه يحب عمله الأثري.
فقال اللورد إن ذلك زاد ايفيلين هياماً، ولم يجد كارتر ما يقوله، وتحوّل العتاب بينهما في لحظات إلى كلمات غاضبة، وتبادلا السباب، ووصل الموقف بينهما إلى نقطة حادة، فقد أمر كارتر اللورد بمغادرة استراحته، فلمَّا لم يخرج كارنارفون طرده كارتر، وأقسم اللورد أنه لن يعود إلى هذا المكان مطلقاً.
حاول العالمان الأثريان، الأمريكي "هنري بريستد" والإنجليزي السير "آلان جاردنر" التوفيق بينهما ولم يفلحا، وكذلك فشل "وينلوك" وتنبأ بأن القطيعة بينهما ستكون أبدية، ولكن بعد يومين من القطيعة، بعث اللورد برسالة شبه اعتذارية إلى كارتر، ومما جاء فيها قوله: "ينتابني اليوم حزن شديد، ولا أعرف ما يجب أن أفكر فيه أو أفعله، وقد رأيت ايفيلين التي أخبرتني بكل شيء، ولم يعد لدي شكّ في أني أتيت ببعض التصرفات الطائشة، وأشعر بالأسف الشديد لذلك"، ويبدو بالفعل أن كارتر لا يفكر في ايفيلين بالطريقة التي تفكر هي فيه، وأنه متفرغ لعمله، مجده وحبه الوحيد.
زار اللورد أسوان بعد واقعة الشجار مع كارتر، وأقام في فندق "الكاتاراكت" الشهير ودخل معبد "فيلة" ثم عاد إلى الأقصر يوم 6 من مارس، وتردد يومين على وادي الملوك فلدغته بعوضة – في خده الأيسر- قيل إنها من الوادي وقيل إنها من الأقصر لأن الوادي لا يعرف الباعوض.
وجدته ابنته يرتجف من البرد فأعطته علاجاً مؤقتاً فتحسنت حالته قليلا، ولكنها انتكست مرة أخرى فنقلته ابنته، وهو مغطى ببطانية إلى القطار، ومن ثمَّ إلى القاهرة يوم 14 مارس للعلاج. وأقام اللورد في فندق الكونتنتال وساءت حالته يوم 17 مارس.
أرسلت ابنته إلى كارتر في اليوم التالي لتخبره أن أباها مريض بالإنفلونزا، ثم رسالة تالية تخبره أن صحة أباها تتدهور ولا يستطيع الحركة، وتوالت الرسائل على كارتر من القاهرة.
أبرقت ايفيلين تستدعي والدتها من بريطانيا وأخاها الضابط بالجيش من الهند وطبيب الأسرة الخاص، ومع وصول هؤلاء كان اللورد قد دخل في مرحلة الهذيان.
وأخيراً مات السياسي المغامر ورجل الأعمال، والفنان، وجامع التحف، وصاحب حظائر الخيول، والمنقِّب عن الآثار، اللورد كارنارفون في الثانية صباحاً يوم 5 أبريل 1923م.
وتساءل الناس هل كان موته لعنة من صاحب المقبرة، كما تساءل الأثريون عمن يموِّل عملية التنقيب بعد وفاة اللورد، الذي اضطلع وحده بعبء التمويل خلال ستة عشر عاماً.