الليل صديق للعشاق ففى الليل يبعث أهل الهوى ويشتكى كل ملتاع نار الجوى..فى الليل تهدأ الأحياء وتنطلق نغمات السمار وأنين الحيارى معا..الليل سمير المحبين وملاذ الزاهدين..وليلى بترجع ياليل وبتسأل عالناس وبتسيقهن يا هالليل كل واحد من كأس.. أهل الهوى ياليل فاتوا مضاجعهم..وهاهو جبران خليل جبران اللبنانى المولد ومن عاش فى المهجر وقلبه معلق بليل لبنان ودقات قلب القاهرة..يكتب على متن ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب لتشدو قيثارة السماء..سكن الليل وفى ثوب السكون تختبى الأحلام..وسعى البدر وللبدر عيون ترصد الأيام..ويطمئنها..لاتخافى يافتاتى فالنجوم تكتم الأخبار وضباب الليل فى تلك الكروم يحجب الأسرار..فالليل ستر وغطاء..ستر على المعوزين وإن طال، وغطاء لمن يلتحفون السماء فى ليالى الشتاء ..ولكن.. مليك الجن أن مر يروح والهوى يثنيه.. فهو مثلى عاشق كيف يبوح بالذى يضنيه.. بالذى يضنيه.. هكذا يسدل ستائر الشكوى على أعتاب الفجر لعل الفجر ينبثق بأمل جديد وإن كان امرؤ القيس حسم أمره فقال: وما الإصباح منك بأمثل عندما طالب الليل بأن ينجلى..هذا الفيلسوف والشاعر"جبران" الأكثر مبيعا بعد شكسبير ولاوزى كتب لمصر والنيل ولسعد زغلول ولأم كلثوم..بفنك أنت نابغة الزمان/بلغت من عليائه ماليس يبلغ بالأمانى..نغمات شدوك فى المسامع من أغاريد الجنان.. وأيضا من ألحان نجيب حنكش انطلقت القيثارة"فيروز" تشدو بكلمات..أعطنى الناى وغنى فالغنى سر الخلود وأنين الناى يبقى بعد أن يفنى الوجود..ومازلنا نسمع الناى والألحان والكلمات لمن رحلوا منذ أكثر من نصف قرن...وأتذكر تكعيبة العنب التى كانت تشغل جزءا من بيتنا القديم..هل جلست العصر مثلى بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب..هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضاء..زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى..اااااه ممن يفترش العشب ليلا ولكن ليس حبا..والناى هو ذاك اللحن الحزين والشجن هو الأطول عمرا فالفرح فى الحياة ليس طويلا...فانتهى إلى..أعطنى الناى وغنى وانس داء ودواء..إنما الناس سطور كتبت لكن بماء..نعم تمضى الحياة بين داء ودواء وهل تبقى سطور كتبت على الماء؟..نعم الكل إلى فناء فاكتب ماشئت على شاطئ الحياة سوف تأتى الأمواج لتمسح ماكتبت.. وجاء بعده من كتب سكن الليل مرة أخرى لأم كلثوم، ولكنى لم أجدها على محرك البحث وجدتها فقط لآمال ماهر والرائع عمار الشريعى..سكن الليل والأمانى عذاب"بكسر العين"...وحنينى إلى الحبيب عذاب..وكم كان اللحن رائعا حين يصدح هذا الصوت..أنا والشرق فى الغرام ضحايا/سرق البعد عمرنا والغياب..وتختم..وغدا تنبت الرياض زهورا ويعود الهوى لنا والشباب..كلما طال بعدنا زدت قربا يجمع الحرف بيننا والخطاب..وأخيرا أسوق كلمات ليس بعدها كلمات من سورة الإسراء" ومن الليل فتهدج به نافلة" ومن سورة الإنسان"،ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا".."كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " من سورة الذاريات ..صدق الله العظيم..إنه الليل ياسادة.. ليل العاشقين التائبين القانطين الراكعين الساجدين الحالمين بمغفرة من رب كريم.