أكد عثمان الجرندي، وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيين بالخارج، أن حجم التحديات وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي يفرض على الدّول النامية التّضامن والتّعاون وتوحيد جهودها والعمل على تحديد أولويّاتها ضمن رؤية مشتركة من أجل ضمان معالجتها بشكل أكثر فاعلية .

ودعا الجرندي إلى ضرورة التّركيز على تعزيز البرامج والمشاريع الإقتصاديّة المشتركة بين دول الجنوب في المجالات والقطاعات ذات الإنتاجيّة المرتفعه على غرار البنية التحتيّة والاقتصاد الأزرق والأخضر والابتكار والطّاقات المتجدّدة.

جاء ذلك خلال مشاركته اليوم /الخميس/ في أعمال القمّة الافتراضيّة "صوت الجنوب 2023" التي تنظّمها الهند يومي 12 و13 يناير الجاري، بمشاركة حوالي 140 دولة، والتي استعرضت التحديات المماثلة أمام الدول النامية والرؤى المشتركة لطرحها خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين التي تترأسها الهند خلال السنة الجارية. 

وأكّد الوزير التونسي -وفق بيان صدر عن وزارة الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج- على حجم التحديات الهائلة التي تواجهها بلدان الجنوب والتي تعتبر الأكثر تضرّرا من الانعكاسات الإقتصادية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا والتوترات الجيوسياسيّة المتصاعدة، بالإضافة إلى أزمتي الغذاء والطاقة والتغيرات المناخيّة وتفاقم حالة عدم الاستقرار الإقتصادي والمالي نتيجة تزايد ضغوط الدّيون الخارجيّة.

وقال إن تحقيق أولويّات بلدان الجنوب يستدعي العمل والتّنسيق مع الشّركاء الدّوليين بخصوص عدد من القضايا الجوهريّة منها تخفيف عبء ديونها الخارجيّة لمعاضدة جهودها التنمويّة وحشد دعم المؤسّسات الماليّة والإنمائيّة الدّولية لتعزيز التّكامل الإقليمي والجهوي وضمان مشاركة فاعلة للدول النامية في سلاسل القيمة العالمية وفق مقاربات ناجحة يكون محورها الانسان وتعزز الأمن الإنساني بمختلف أبعاده وتركّز بالأساس على أولويّات دول الجنوب واحتياجاتها وتطلّعاتها لتحقيق إستقرارها المالي وأمنها الغذائي.

وأشار إلي أنّ تونس برهنت في مختلف المناسبات والمواعيد الدّولية على إيمانها الراسخ بأهمّية التّعاون متعدّد الأطراف والتّضامن، مشيرا في هذا الصدد إلي ندوة طوكيو الدّولية الثّامنة حول التّنمية في إفريقيا (التيكاد-8) وقمّة الفرنكوفونيّة بتونس مؤخرا، جدّدت خلالهما التزامها بتبني قضايا وأولويات الدّول النّامية في تعزيز الأمن والاستقرار وإرساء آليّات تمويل مبتكرة للتنمية وتمكين المرأة والشّباب.