صدر حديثًا عن مكتبة الشبكة العربية كتاب سورية الدولة المتوحشة، لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل سورا وفي عام 1971 سافر ميشيل سورا، وكان في الرابعة والعشرين من عمره، للإقامة في لبنان، وصار صديقاً للفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا يملئون شوارع بيروت الغربية والمخيمات.
وأجاد اللغة العربية، ودرّس اللغة الفرنسية تطوعاً في المخيمات، ورأى في القضية الفلسطينية تجسيداً للمثالية الثورية التي لم تتمكن أبداً من تخطّي المجال النظري في الحي اللاتيني كما وصفه صديقه بعد ذلك.
وبعد عام، أي في 1972، انتقل إلى دمشق، وأتمّ فيها دراسة الماجستير حول أعمال أديب الثورة الفلسطينية غسان كنفاني، وأعد أطروحة أخرى عن رائد القومية العربية ساطع الحصري، ثم عُيّن أستاذاً زائراً في المعهد الفرنسي للدراسات العربية في دمشق، وبقي فيها حتى عام 1978، ليعود مجدداً إلى بيروت التي كانت قد دخلت في أتون الحرب الأهلية.
كما أنه عاصر كل تفاصيل الحرب الأهلية وصراع الطوائف ونضال اليسار التقدمي العربي، الفلسطيني واللبناني، المتجاوز للانقسام الطائفي، وعاش يوميات الاحتلال الصهيوني لبيروت، وبقى يدافع عن الوثائق والمستندات الفلسطينية التي قام الصهاينة بعد ذلك بسرقتها ونقلها إلى فلسطين المحتلة.
في العام 1979 اقترنَ ميشيل بفتاة سوريّة من حلب، وصار أكثر التصاقاً بالعالم العربي وجزءً من هذا المجتمع الذي يضجّ بالانقسام والحروب والاستبداد.