قد يمر بعض الرجال وكذلك النساء ممن تجاوز سن الأربعين بمرحلة المراهقة المتأخرة، أو كما يطلق عليها "أزمة منتصف العمر"، حيث يميل كل منهم إلى ممارسة بعض التصرفات الصبيانية، كأن ترتد المرأة ملابس الفتيات الصغيرات من حيث الموديلات والألوان الصاخبة والإكسسوارات المبهرجة والأحذية العالية، بينما يبالغ الرجال في الاهتمام بالمظهر من حيث قصات الشعر وصبغ الشيب وعقد علاقات مع فتيات صغيرات عبر مواقع التواصل المختلفة، وقد يرغب بعضهم في الزواج من فتاة في عمر بناته.
فى هذا السياق، يقول الدكتور ماجد أرنست - "استشاري أول الأمراض النفسية والعصبية"، إن أهم الأسباب وراء مرور بعض الرجال والنساء بمرحلة المراهقة المتأخرة، هو عدم حصول الإنسان على كمية كافية من العاطفة اللازمة في فترة المراهقة والطفولة، كما يحدث أيضاً بسبب وجود علاقة فاترة بين الأزواج ممن تجاوزن الأربعين، حيث يحاول كل منهم تعويض هذا الفتور بالبحث عن بدائل تشعره بأنه لا يزال محتفظاً بجاذبيته، ومن ثمَّ تكون الممارسات المرتبطة بالمراهقة المتأخرة هي وسيلته لتحقيق ذلك.
وأوضح أن المرور بمرحلة المراهقة المتأخرة ليس أمرًا حتميًا يمر به كل من تجاوز الأربعين أو الخمسين، بل هي أمر عارض يمر به البعض نتيجة أسباب نفسية لم يستطيعوا التغلب عليها وغالباً ما يعودون لصوابهم بعد مرور وقت قد يطول أو يقصر.
وأشار إلى أن هناك مسئولية كبيرة تقع على أبناء المرأة أو الرجل اللذين يمران بمرحلة المراهقة المتأخرة من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي لهما، وتجنب نهرها وتعنيفها بما يسهل من عبورها من هذه المرحلة بأمان، مضيفًا: عليهم أن يتأكدوا أنهم كلما حرصوا على توفر الدعم النفسي والاحتواء العاطفي للمرأة والرجل في هذه المرحلة، كلما كان الانتقال إلى المراحل العمرية أكثر سلاسة دون المرور بأي أزمات.