بعدد مؤلفات تجاوز الـ 200 كتاب، تنوعت ما بين العلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة والمرأة، قدم الكاتب الكبير أنيس منصور منجزه الأدبي والذي استطاع من خلاله أن يعكس نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة وساهم في تشكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب في العالم العربي كله.
وتحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير أنيس منصور والذي ولد في 18 أغسطس 1924 في إحدى قرى محافظة الدقهلية الواقعة في شرق دلتا النيل في مصر.
وظهرت على أنيس منصور علامات النبوغ منذ صغره فحفظ القرآن كله وهو في سن التاسعة كما كان يحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي.
في مدينة المنصورة، تلقى أنيس منصور دراسته التي أكد فيها نبوغه أيضًا، حيث استطاع أن يكون الأول على كل طلبة مصر حينها، إلا أنه التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية، ودخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه على أقرانه أيضًا بحكم شخصيته الفلسفية التي تميل إلى المنطق في أحكامها والجدل في طريقة طرحها، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947.
عمل أنيس أستاذًا في القسم ذاته لكن في جامعة عين شمس لفترة حيث عمل مدرسًا للفلسفة الحديثة بكلية الآداب جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975.
ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي بعد ذلك، فالتحق بمؤسسة أخبار اليوم.
وظل أنيس منصور لفترة لا هم له إلا شراء الكتب ودراسة الفلسفة ولكن كان حضوره لصالون عباس محمود العقاد نقطة التحول الكبرى في شخصية أنيس منصور الأدبية فكان له بمثابة بوابة على عالم آخر لم يعهده من قبل، وسجل كل ذلك في كتاب " في صالون العقاد كانت لنا أيام" وقدم فيه مشاكل جيله وعذاباته وقلقه وخوفه وآراءه في مواجهة جيل العمالقة من أمثال طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، وسلامة موسى، وغيرهم الكثير من أعلام الفكر والثقافة في مصر خلال ذلك الوقت.
وأجاد أنيس منصور عدة لغات منها الإنجليزية والألمانية والإيطالية، مما مكنه من الاطلاع على الثقافات الأخرى، كما كانت له إسهامات في حركة الترجمة فترجم بعض الكتب والمسرحيات الأجنبية بلغت نحو 9 مسرحيات وحوالي 5 روايات من لغات مختلفة، إلى جانب 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين.
ودخل أنيس منصور مستشفى الصفا بحي المهندسين يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 وتم حجزه بغرفة الرعاية المركزة بالمستشفى إثر اصابته بالتهاب رئوي بعد تدهور حالته الصحية مما استدعى وضعه على جهاز التنفس الصناعي إلى أن وافته المنية صباح يوم الجمعة عن عمر ناهز 87 عامًا.
وأقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر.
وتم دفن جثمانه بمدافن الأسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه، لتنتهي رحلة منصور من جيل الصحفيين المخضرمين الذين طبعوا الحياة الثقافية في مصر لعقود.