بين الأهلي والزمالك محتارة والله
حب الأهلي والزمالك حيرني والله
أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي
الاثنين حلوين.. الاثنين جامدين
الاثنين هايلين.. محتارة أشجع مين
وألا أشيل مين جوه عيوني
من ذكاء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أنه أجاب بإجابة مراوغة على سؤال إجبارى فى فيلم «معبودة الجماهير» عندما سأله أحدهم : «أنت أهلاوى ولا زملكاوى»، قال «أنا زمهلاوى»، وضحك متفلتاً من السؤال المصرى التاريخى، حتى لا يخسر محباً واحداً على أرضية كروية.
وكان العندليب أهلاوياً ويحمل كارنيه عضوية الأهلى تحت رقم ٧٨٧ بتاريخ ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ ، ولكنه كان مراوغاً، يسمونه الذكاء الفطرى الذى لم يتسلح به خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، فأعلن «زملكاويته» فى حضرة الزميلة «منى الشاذلى» فى برنامجها «معكم»، بل وتطوع بإعلان هوية رئيس الوزراء شريف إسماعيل الكروية، وأذاع ما أسره رئيس الوزراء فى نفسه، وأخفاه طويلاً عن الرأى العام، وقال عنه «أهلاوى صعب .. أهلاوى جداً»!!
فى ظل الاستقطاب الحاد بين القبيلتين الكرويتين العريقتين (الحمراء والبيضاء) يصبح إعلان هوية المسئولين الكروية مثار أزمات، وأخشى قريباً جداً ومع أول أزمة رياضية بين الأهلى والزمالك سنرى عجباً، سيتهم رئيس الوزراء ويلام على أهلاويته وأنه منحاز للقبيلة الحمراء، كما سيلام الوزير خالد عبد العزيز على زملكاويته، وسيتهمونه بأن قلبه أبيض !.
وفى ظل أجواء مسكونة بالشك بين القبيلتين وهما من أكبر قبائل المحروسة وأشدها بأساً، ويشكلان الحالة المزاجية العامة للشعب المصرى، كان حريا بالوزير الحصافة السياسية، وألا يتطوع بإعلان هويته الرياضية هكذا، الوزير زملكاوى قح، ويعشق الفانلة البيضاء، سيشهلون قرارات الوزير تالياً على هويته الرياضية، أصله زملكاوى، فى القبيلتين شخوص مسكونة بالشك أهلاوياً، وبالغبن زملكاوياً، وأى قرار سيتصدى له الوزير تالياً سيقبل القسمة على اثنين، أهلاوى ولا زملكاوى، ولن يعتد برئيس الوزراء حكماً لأنه ابتدأ منحاز أهلاويا ولو كان عنوان العدل .
كان حريا بالوزير خروجا من المأزق استبطان نهج ما تغنت به صباح أعلاه من كلمات حسين السيد: «انت أهلاوى.. انت زملكاوى»، حتى الشحرورة كانت حاذقة وهى تغنى للمعسكرين، ما بين المعسكرين مثل ما كان بين «داحس والغبراء ، وكل مباراة يحتشد الأشاوس على المقاهى، وتندلع المعارك الكروية، للأسف تخلو من ظرف ومرح المعارك القديمة بين الأجداد، المعارك الفيسبوكية تبدأ بسب الأم ولا تنتهى بالأب وما بينهما فى وصلات ردح جماعية.
قبيل الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة ٢٠١٢ عنت لنا فى مجلة «المصور» أن نسأل عن هوية المرشحين الكروية من باب التفكه الصحفى، فكان الرد «حليمياً» نسبة إلى العندليب، ولم نحصد إجابات نهائية، وصرنا نجتهد فى تبيان الهوية، خشى المرشحون أن يخسروا أصواتاً فى المعسكرات الكروية تأسيسا على الهوية .
وعشنا زمناً ونحن على يقين أن المشير عبد الحكيم عامر زملكاوى، وتولى شقيقه المهندس حسن عامر والد محافظ البنك المركزى الحالى طارق عامر رئاسة نادى الزمالك ، ولكننا لم نعرف هوية الرئيس جمال عبد الناصر الكروية، ومعلومات الأستاذ سامى شرف مدير مكتب خالد الذكر لا تخرج عن كونه محباً لكرة القدم الحلوة، بيشجع اللعبة الحلوة، وحريصاً على مشاهدة مباريات الكرة المهمة محلياً وأجنبياً.
وعلمنا من طرف خفى أن المشير محمد حسين طنطاوى زملكاوى بل ورشحته أصوات زملكاوية لرئاسة نادى الزمالك لعدل الكفة المايلة فى سياقات أزمات زملكاوية مضت، وسيمضى وقت حتى نتعرف على هوية الرئيس السيسى الكروية، ولن نعلم، لأسباب أن الرئيس غير مشتبك رياضياً، وسوى مصالحته الشهيرة بين « شوبير ومرتضى منصور» وقت أن كان مرشحاً رئاسياً، لم نر منه وجهاً كروياً ، ورياضياً يفضل سباقات الدراجات بين الشباب، وإن حضر رياضياً ففى مناسبات قومية أو بطولات عالمية أو قارية، يفتتح البطولة بكلمات ويغادر إلى مسئولياته ، وإذا سألته سيجيبك ضاحكاً ويمضى للمعارك السياسية.
رئيس الوزراء شريف إسماعيل عادة ما يتلقى تهانى وتبريكات خالد عبد العزيز باعتبار الأهلى يحرز بطولات أكثر ويفوز عادة إلا فى استثناءات نادرة، ويقينا غالبية مجلس الوزراء يشكلون مجلساً أهلاوياً مصغرا، وكنت أفضل أن يظل رئيس الوزراء « زمهلاوى» أو يشجع اللعبة الحلوة، ولا يعلن وزير الشباب عن هويته الرياضية، ولكن طالما حدث، فليتلق وعده من الزملكاوية باعتباره أهلاوياً صعب جداً.