السبت 27 ابريل 2024

الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس 4

مقالات16-1-2023 | 22:35

استهدفت الدراسة المهمة التي أجراها تلميذي د. علي حمودة جمعة أستاذ مساعد الصحافة ورئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر فحص الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس وعلاقتها بالترابط المجتمعي، وذلك من خلال دراستين: دراسة للمستخدمين تستهدف التعرف على الآثار النفسية والاجتماعية للميتافيرس على المستخدمين وعلاقتها بالترابط المجتمعي، ودراسة للخبراء تسعى إلى التعرف على آراء الخبراء فيما يتعلق بالتأثيرات النفسية والاجتماعية للميتافيرس، وعلاقتها بالترابط المجتمعي، وقد استعرضنا نتائج الدراسة على المستخدمين في المقالات الثلاثة السابقة، ونستعرض في المقال التالي لآراء الخبراء.

اتضح لنا من استطلاع آراء الخبراء أن  مدي التعرض للميتافيرس على شبكة الإنترنت "دائمًا" احتل الترتيب الأول بنسبة بلغت 56.0% ، ثم جاء بالترتيب الثاني "أحيانًا" بنسبة بلغت 28.0%، ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث "نادرًا" بنسبة بلغت 16.0% ولعل ذلك يرجع إلي أنه سيكون «ميتافيرس» بمثابة «خليفة» استخدام الإنترنت بواسطة الأجهزة الجوّالة. ويعتمد فكرة وجود كثير من الميتافيرس على تنسيق الشركات مع بعضها. «ميتافيرس» هو عالم رقمي سيتيح للشخص صورة رمزية خاصة به، سيتم تسجيل عناوينها على المنصات الرقمية، بأصول رقمية. ويُفترض أن تتيح الشاشات والصور المجسمة وخوذ الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز تدريجياً «تحركات» من الأكوان الافتراضية إلى الأماكن الفعلية، أشبه بـ«النقل مِن بُعد».

كما اتضح لنا أن سلبيات الاستخدام  للميتافيرس على العالم الافتراضي مستقبلاً، احتل الترتيب الأول "روابط مضللة" بمتوسط حسابي بلغ 2.42، ثم جاء بالترتيب الثاني "صعوبة التفاعل مع الموقع الإلكتروني" "بمتوسط حسابي بلغ 1.86،ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث "روابط لا تفتح الصفحات المخصصة لفتحها" بمتوسط حسابي بلغ 1.72، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية، كما بالنسبة لوجود إيجابيات لتقنية الميتافيرس، يوجد أيضاً مجموعة سلبيات لتقنية الميتافيرس، ومن أهمها: مخاطر جرائم الإنترنت، والتأثير السلبي على الثقافات والمجتمعات، ومشكلات الإدمان، وفقدان الاتصال بالعالم المادي، وقضايا الخصوصية والأمن، ومشكلات الصحة العقلية، والتنمر الافتراضي، وعدم القدرة على مراقبة كل شيء، ومشكلات الاتصال والأجهزة، واحتكار الشركات.

وذكر الخبراء إيجابيات الاستخدام  للميتافيرس على العالم الافتراضي مستقبلاً، حيث احتل الترتيب الأول "تتواجد بشكل فعلي في أي مكان آخر" و"تتواجد بشكل فعلي في أي مكان آخر" بمتوسط حسابي بلغ 2.58، ثم جاء بالترتيب الثاني "ستسمح للشركة بتحقيق مبيعات ضخمة" و"يجمع بين العالم الافتراضي المعزز والعالم الواقعي" بمتوسط حسابي بلغ 2.30، عند الحديث عن تقنية الميتافيرس، يوجد هناك مجموعة من المميزات المرتبطة به. ومن أهم إيجابيات الميتافيرس –كما يرى الخبراء ربط العالم وإلغاء المسافات الجسدية، وتجربة غامرة ممزوجة بالمتعة، وتفاعلات اجتماعية أفضل عبر الإنترنت، وتحسين وسائل التواصل الاجتماعي، وفرص عمل جديدة ومختلفة، وتطوير التعلم والتعليم عبر الإنترنت، وتأثير إيجابي على العملات المشفرة، وتحسين تجربة الألعاب، وفرص جديدة لتحقيق مكاسب مادية، وتحسين بيئة العمل.

وذكرت الدراسة معوقات الاستخدام لتصميمات صفحات  للميتافيرس مستقبلاً، حيث احتل الترتيب الأول " عدم اتساق /تناسق لغة الواجهة "و " عدم اتساق/ تناسق حجم الصور "بمتوسط حسابي بلغ 2.00، ثم جاء بالترتيب الثاني " عدم ملائمة عنوان الصفحة " "بمتوسط حسابي بلغ 1.72،ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث" عدم ملائمة جودة الصور "بمتوسط حسابي بلغ 1.58، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية ، ولعل ذلك يرجع إلي أنه هذه العملية بالفعل من خلال الساعات الذكية والنظارات الذكية. علاوة على ذلك، يتم بالفعل تجربة أجهزة الاستشعار الحيوية والواجهات العصبية بين العقول وأجهزة الكمبيوتر. لذلك، تعد اللمسات أيضًا جزءًا كبيرًا من هذه الطبقة أيضًا. مع هذه التكنولوجيا من الممكن نقل المعلومات عن طريق اللمس، حتى في حالة عدم وجود أشياء. باستخدام اللمس، يمكننا التحكم في أجهزتنا الإلكترونية في الهواء، دون الحاجة إلى لمس الأزرار أو الشاشة. وتتضمن بعض النماذج التجريبية أيضًا ميزة حيث يمكن للمستخدم أن يشعر بنسيج وشكل كائن افتراضي.

وأوضحت الدراسة معوقات الاستخدام لمحتوي  للميتافيرس ، حيث احتل الترتيب الأول "عدم توفر معلومات بخصوص نوع الملف الذي سيفتحه الرابط" بمتوسط حسابي بلغ 2.14، ثم جاء بالترتيب الثاني "معلومات غير كاملة" و"أخطاء بعلامات الترقيم" بمتوسط حسابي بلغ 1.98، ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث "عدم ملاءمة المحتوى" بمتوسط حسابي بلغ 1.86، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية، ولعل ذلك يرجع إلي أن الروابط متوفرة بشكل غير كاف وفى حالات توفرها قد تكون غير مفعلة بشكل كاف، وزادت عمليات البحث عن طريقة تحميل تطبيق ميتا فيسبوك Meta Facebook للأندرويد والآيفون وعبر عديد من أنظمة التشغيل من بينها الويندوز من خلال جهاز الكمبيوتر، فقد زاد الفضول والإهتمام بهذه التقنية الجديدة التي تنقلك من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي VR عن طريق أجهزة تستخدم في هذا الغرض.

وقد أوضحت الدراسة الآثار النفسية لاستخدام الميتافيرس، حيث احتل الترتيب الأول "تفاقم الشعور بالوحدة والعزلة النفسية والتباعد عن الناس" بمتوسط حسابي بلغ 2.72، ثم جاء بالترتيب الثاني "المعاناة من بعض الاضطرابات العاطفية والانفعالية" بمتوسط حسابي بلغ 2.58، ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث "استخدام الميتافيرس كوسيلة للهروب من المشكلات الشخصية" بمتوسط حسابي بلغ 2.42، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية، ولعل ذلك يرجع إلي أنه في أفضل الأحوال، قد تكون مثل هذه البيئة بمثابة" ملاذ آمن "مؤقت لمن يعانون من أعراض شبيهة بالفصام. يبقى أن نرى ما إذا كان ذلك يجعل Metaverse مساحة آمنة لأشخاص آخرين. 

في أسوأ الأحوال، قد يؤدي الانغماس في هذا العالم الرقمي إلى زيادة احتمالية الانفصال عن الواقع، وبالتالي يؤدي إلى ظهور أعراض توهم أو ذهانية. مرة أخرى، نشهد موقفًا تقترح فيه شركة تقنية رقمية منتجًا له إمكانات مدمرة كبيرة للصحة العامة دون الخضوع لاختبار علمي مناسب للمخاطر. أما السلبيات فمنها التنمر الإلكتروني، وإدمان الإنترنت أو إدمان شبكات التواصل الاجتماعي، كما يمكن استخدام الواقع الافتراضي في الإيهام بوجود الأشياء التي تسبب التوتر والقلق. إن التحول الرقمى الذى تم الإعلان عنه سيكون تغييرا كبيرا فى نمط استهلاك التكنولوجيا خلال الفترة القادمة مشيرة إلى أنه قد يؤثر سلبا على حياة البشر من حيث تفاعلهم مع أقرانهم فى مختلف الأمور الحياتية ، بالاضافة الى ان التعرض المستمر لمثيرات العالم الافتراضى قد يجعل الشخص يعانى من اضطرابات النوم مثل الأرق مما يؤثر سلبا على سلامة الصحة العضوية والنفسية وقد تزداد تباعا فرص التعرض لبعض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والاضطراب الاكتئابى المستمر واضطراب القلق.

عددت الدراسة الآثار الاجتماعية لاستخدام الميتافيرس، احتل الترتيب الأول "خلافات مع الزملاء والأقران" بمتوسط حسابي بلغ 2.76، ثم جاء بالترتيب الثاني "الوقت غير متاح لزيارة الأصدقاء" بمتوسط حسابي بلغ 2.72، ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث" تصاعد حدة المشكلات الأسرية بسبب الاستغراق فى استخدام الميتافيرس" و "خلافات مع الزوج (الزوجة)" بمتوسط حسابي بلغ 2.70، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية، ولعل ذلك يرجع إلي أنه يمكن أن يكون وسيلة من وسائل التجسس على الدول والجماعات والأفراد، ووسيلة تستغلها الجماعات المتطرفة في نشر أفكار وتوجهات تؤدى الى الخلل المجتمعي، كما أتخوف من تأثيراته على العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، وعلى المجتمع كله، ومنظومة قيمه الأخلاقية.

أوضحت الدراسة آثار الترابط المجتمعي لاستخدام الميتافيرس، حيث احتل الترتيب الأول "أعتقد أن الاستخدام المفرط للميتافيرس أثر سلبًا على حياتي الأسرية والاجتماعية" و"ارى أن الميتافيرس أصبح وسيلة تساعد على نشر الفساد" و "بمتوسط حسابي بلغ 2.42، ثم جاء بالترتيب الثاني "أشعر بأن نشاطي ومساهماتي بالمناسبات الأسرية والعائلية والاجتماعية بدأت تتراجع" و"يؤدي الاستخدام المفرط للميتافيرس إلى تفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية" بمتوسط حسابي بلغ 2.28، ثم يلي ذلك بالترتيب الثالث "يؤدي الاستخدام المفرط للميتافيرس إلى خلخلة نظم القيم الاجتماعية نتيجة امتزاج الثقافات المتعددة" و "يؤدي الاستخدام المفرط للميتافيرس إلى تفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية" و"استخدامي للميتافيرس لفترات طويلة جعلني لا أقوم بالزيارات العائلية المهمة" بمتوسط حسابي بلغ 2.14، ثم توالت باقي البدائل بمتوسطات متتالية، ولعل ذلك يرجع إلي أنه واقع بديل للواقع الحسى يخل بالعلاقات الاجتماعية، كما سيكون لمشروع «ميتافيرس» تداعيات تربوية خطيرة موضحًا أن مشروع «ميتافيرس» كان يقدم على أنه روايات خيال علمي، ولكنه يريد تحويل الشخص إلى إنسان آلي ولذلك يجب أن يتوخى الجميع الحذر من استخدام العالم الافتراضى بشكل مفرط قد يتسبب فى زيادة فجوة العزلة الاجتماعية، مما يقلل من فرص الترابط الاجتماعى بين العائلات والأصدقاء والزملاء فى العمل.

Dr.Randa
Dr.Radwa