الخميس 16 مايو 2024

بالصور: وحدة صحية «ببا» تعمل على الورق فقط.. وحرمان قرية من الخدمات الطبية

18-8-2017 | 23:16

كتب- إسلام جمعة

 

يعاني أهالي قرية الجزيرة الشرقية المعروفة بـ"الدهايبة" وهي إحدى قري مركز ببا بمحافظه بني سويف، من الإهمال الصحي بشكل صارخ، دون مراعاة لبعدها عن المناطق الحضرية والخدمية وضعف البنية التحتية المؤدية إليها والتي تربطا بالمناطق السكانية المجاورة.

 

فيعاني ما يقرب من 4 آلاف نسمة من سكان القرية من الأمراض المختلفة، بعد إغلاق الوحدة الصحية الخاصة بهم بشكل كامل وتوقف جميع الخدمات الطبية بها دون وجود بديل مناسب، ورغم ندرة خدماتها وقلة إمكانياتها إلا أنها تخدم المواطنين وتقدم الإجراءات والخدمات الطبية حتى يتم تحويل المرضى للمستشفيات العامة بالمركز إلا أنها أصحبت تعمل إكلينيكيًا فقط.

 

ضجر الأهالي

وبات أهالي تلك القرية يعانون من الإهمال الصحي المتواصل والمستمر دون الاستجابة لشكاواهم، من توقف العمل الدائم بالوحدة الصحية وعدم وجود أطباء معالجين بها، مما يسبب خطورة بالغة علي أهالي المنطقة لبعدها عن مركز ببا ووقوعها في الناحية الشرقية.

 

المواطنون بالقرية كشفوا لـ«الهلال اليوم» كواليس الإهمال الذي يعصف بالوحدة الصحية وأثر على المرضى من الأطفال وكبار السن، فيقول عبد الرحمن جلال، أحد المواطنين، إن الوحدة الصحية مغلقة تماما، لأنه لا يوجد رقيب ولا محاسب وهذا كله بسبب التسيب والتراخي من قبل المسئولين، الأمر الذي شجع جميع العاملين بالمستشفى على التمرد بداية من الدكتور والصيدلي والتمريض والعمال حتى الغفير.

 

ولفت إلى أن ما يحدث في الوحدة الصحية هو نوع من أنواع إهدار المال العام، موضحًا أن هناك أطفال تحتاج للعلاج العاجل، غير الذين يتعرضون للتعب في الساعات المتأخرة بالليل ويحتاجون إلى أطباء ومعالجين مثل حالات التشنجات والجلطات وغيرها من الأمراض المزمنة.

 

يظل الوضع على ما هو عليه

وأشار إلى أن الفلاحين يتعرضون للدغات العقارب والثعابين التي تؤدي الموت لعدم وجود مسعف أو طبيب معالج بالوحدة الصحية، غير بعد القرية عن الناطق الحيوية والخدمية.

 

أما جمال أحمد عبد اللطيف، أحد المواطنين، يقول إن هذه الوحدة علي هذا الوضع منذ إنشائها، فيأتي محافظ ويرحل آخر دون أن يتغير شيء، غير الشكوى المتكررة لرؤساء المجالس المحلية ومديري الصحة بالمحافظة المتعاقبين دون أن يتغير شيء ويبقى الإهمال هو الرفيق الوحيد للقرية.

 

عجز في الأطباء

الدكتورة شيرين صلاح الدين، مدير عام الأمومة والطفولة بمديريه الصحة ببني سويف، إن عجز في عدد الأطباء وطاقم التمريض هو من يجعلنا مكتوفي الأيدي، كما تم ندب طيب للوحدة الصحية بالقرية ورغم ذلك لا يغطي متطلباتها ولا يسد احتياجات المرضى.

 

ولفتت إلى أن العجز قائم أيضًا في عمال الصحة، فالأزمة الحقيقية تكمن في العجز الكبير الذي لا يكفي لتغطية احتياجات الوحدات الصحية بالمحافظة، أما بالنسبة للصيادلة وأطباء الأسنان فهم غير تابعين لمدرية الصحة.

 

تقييم وزاري للوحدات الصحية

وكان الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، طالب سكرتيري عموم المحافظات، منتصف الشهر الماضي، بتشكيل لجان لمتابعة رفع كفاءة الوحدات الصحية على مستوى المحافظات، واختيار أفضل وحدة، وأسوأ وحدة، لتطبيق منظومة الثواب والعقاب.

 

وقال وزير التنمية المحلية، إنه يريد أن يعمل تقييم للوحدات الصحية بالمحافظات، ليتم اختيار أفضل وحدة صحية وأسوأ وحدة حتى نكرم الجيد ونحاسب المقصر.

 

وأكد الوزير، أنه تم حصر الوحدات الصحية بعدد كبير من المحافظات وجارٍ حصر الباقي من قبل مسئولي الوزارة لتحديد الوحدات التي لا تعمل لرفع كفاءتها، قائلا: «مش معقول يكون عندي أجهزة بالملايين ولا تعمل»، واقترح الشريف تشكيل لجان لرفع وتصليح الأجهزة الطبية من خلال لجان من المحافظة.

 

وشدد "الشريف" على سكرتيري العموم بضرورة عمل تقييم شامل ومستمر كل شهر للوحدات الصحية بكل محافظة، يتم من خلالها اختيار أفضل وأسوأ وحدة صحية، موضحا أن هذه التقييمات، تساهم في رفع مستوى الوحدات في القرى والنجوع، بالإضافة إلى تقديم خريطة لحالة كل وحدة صحية إنشائياً لتطويرها ورفع كفاءتها.

 

وكلف الوزير سكرتيري العموم بالمحافظات، بمتابعة أحوال الوحدات الصحية بالقرى، وعمل خريطة بحالة الطرق بالمحافظات وكفاءتها، ووضع مخطط للنقل داخل كل محافظة وبين المحافظات وبعضها، على أن تسلم تلك التكليفات نهاية الشهر الجاري.