19-1-2023 | 13:11
منى صلاح الدين
قبل وفاته بثلاثة أيام، كان يسهر معه باالاستديوهات صديقه محمود السعدنى، ولم يكن يتوقع أنه يراه للمرة الأخيرة، فقد وصفه بأنه كان يومها «موفور الصحة، واسع الطموح والأحلام»، كما جاء فى المقال الذى نشره السعدنى بعد وفاة الفنان إبراهيم سعفان بثلاثة أيام.
كان قد حدثه يومها عن «دور سيمثله بعد عام ويعلق عليه آمالاً كبيرة، وكان سعيداً بما حققه فى مجال الفن ومجال الثروة، كان سعيدًا بأنه أمن أسرته، بعمارة فى شبين الكوم وبضعة أفدنة فى الإسماعيلية وبعض النقود»، لكن نهايته جاءت عكس ما تمنى «فى تمثيلية باللغة العامية، وبعيداً عن القرية التى عشقها والحى الذى سكن فيه».
سطور مقالة الرثاء تلك، كانت كافية لأن تكون بداية بحثنا عن ذلك الطموح، وتلك الأحلام التى كان يسعى إليها هذا الفنان.
فى ساحل روض الفرج على بعد خطوات من مستشفى الرمد الشهيرة ومدرسة الدونبسكو الإيطالية، ستقودك قدماك إلى شارع حسن الحلوانى، الذى عاش فيه إبراهيم سعفان، منذ جاء من بلدته شبين الكوم وحتى وفاته.
بمجرد تجولك فى الشارع، يستشعر أهل المنطقة أنك غريب، ويحاولون مساعدتك إذا كنت تبحث عن أحد. يستوقفنى صاحب محل البقالة المجاور لأول منزل سكن فيه سعفان فى شبرا، الحاج أحمد عبد العظيم، وهو يشير إلى المنزل رقم «46» ذى الثلاثة طوابق، قائلاً: هنا سكن إبراهيم سعفان منذ تزوج وعمل معلمًا للتربية الدينية، ثم للغة العربية بإحدى مدارس شبرا، وبقى فى هذه العمارة 4 سنوات بين «1954 و1958.
يعود عم أحمد الذى يسكن فى نفس العمارة التى بها المحل منذ أكثر من 60 عاماً، إلى بدايات المنطقة التى يصفها بأنها «شعبية وأهلها أولاد بلد يسألون عن بعضهم، ويقفون بجانب بعضهم وقت الشدة، الكل هنا أسرة واحدة، و75 % من أصحاب العمارات وسكانها من تجار الحبوب والغلال بساحل روض الفرج.
هذه المنطقة كانت فى الماضى أراضى زراعية، قبل أن تأكل أرضها المبانى منذ الأربعينيات، ومن أقدم المبانى فى شارع حسن الحلوانى فيلتان لاثنين من أشهر تجار الساحل، فيلا مجدى طلعت، وفيلا الحاج زكى طرخان، وأيضاً كنيسة الإصلاح الإنجيلية التى تأسست عام 1934، كما هو مدون على بابها.
يشير السبعينى عم أحمد، إلى بلكونة الشقة التى سكنها الفنان إبراهيم سعفان، قائلًا: كان يحب أن يجلس هنا مع أصدقائه من الفنانين، ومنهم سيد زيان، نبيل بدران، عبدالسلام محمد، جمال إسماعيل وغيرهم، كان فناناً متواضعًا، طيب القلب، وأخلاقه عالية، كان يسلم على أهل الشارع بكل تواضع وبساطة، وكل الناس كانت بتحبه.
كان سعفان قد تزوج من جارته فى شبين الكوم عام 1953، وعاشا فى هذه الشقة التى رزقا فيها بالابنة الأولى «إخلاص» التى ولدت سنة 54 وتوفيت قبل أن تكمل الستة شهور الأولى، ثم رزقا بالثانى «فاخر» الذى توفى وعمره 9 شهور سنة 55، والثالث الذى سماه الأب أيضاً «فاخر» لحبه للفنان «فاخر فاخر» والد الفنانة هالة فاخر، والذى توفى فى عمر العام ونصف، فى سنة 57، ثم الابن الرابع «عزت» الذى توفى 58، وكلهم توفوا بمرض الجفاف.
عتبة جديدة .. و«رضا»
بعد وفاة الأبناء الأربعة تباعاً، رزق الفنان إبراهيم سعفان بالابنة «رضا» عام 1959، وانتقل لعمارة من ثلاثة طوابق خلف العمارة الأولى، وتحديداً فى 18 شارع الشهيد سعد حنفى، وشاء الله أن يكتب البقاء لرضا وأن يرزق بعدها فى نفس الشقة بخالد عام 1961، وكأن تغيير «عتبة البيت» كان مرتبطاً بقدر من الله للأبناء.
يرجع الابن خالد تمسُّك والده بالحياة فى حى شبرا إلى ارتباطه بالجيران، وبالحى الذى يتميز باحتوائه على مطار المنوفية «موقف أتوبيسات بين القاهرة والمنوفية»، الذى يحط فيه كل من يأتى من المنوفية للقاهرة، فكان بيت سعفان محطاً لأقاربه وأقارب زوجته القادمين من المنوفية، والذين اختار بعضهم فيما بعد الاستقرار فى شقق فى نفس الشارع.
رغم هذا بنى إبراهيم سعفان بيتًا من ثلاثة طوابق فى شبين الكوم، لتعيش فيه والدته وإخوته الستة، وعاشت الجدة فى هذا البيت كما يحكى خالد، حتى توفيت عام 1989 أى بعد وفاة ابنها الفنان بسبع سنوات.
إبراهيم سعفان الذى وُلد فى 26 مارس 1928 بمدينة شبين الكوم بالمنوفية، لأب يعمل فى النجارة ويمتلك ورشة لها، كان أكبر إخوته، وألحقه والده بالكتاب ليحفظ القرآن، ليتم حفظه فى سن 8 سنوات.
ويلتحق الطفل إبراهيم بالمدرسة الابتدائية بشبين، فيزامل فيها الطالب محمود على البنا، المقرئ الشهير للقرآن فيما بعد، ويزامل الطالب محمد حسنى مبارك، رئيس الجمهورية فيما بعد.
وبعد حصوله على الشهادة الثانوية الأزهرية، يلتحق بكلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر فى القاهرة، فيزامل فيها الطالب «هوارى بو مدين» رئيس الجزائر فيما بعد، وحين زار مصر فى عام 1976 والتقى بالرئيس السادات، طلب منه أن يرى الفنان وزميل الدراسة إبراهيم سعفان، لحبه له، وبالفعل التقيا، كما يحكى الابن.
مدرس حتى المعاش
سبب ثالث لتمسك سعفان بالعيش فى منطقة ساحل روض الفرج، رغم شهرته وغناه، هو تمسكه بوظيفته كمدرس للتربية الدينية ثم للغة العربية فى إحدى مدارس المنطقة، فلم يترك عمله منذ عين عام 53 وحتى منتصف الستينات رغم انشغاله بالفن، وكان يحصل على إجازة دون مرتب ليمارس التمثيل.
لم يضحِ أبى بالوظيفة الحكومية، مثلما فعل بعض أبناء جيله من الفنانين، وظل يمارس مهنة التدريس حتى منتصف الستينات، كما كان يفعل زميله المدرس والفنان حسن مصطفى، الذى كان يحصل على إجازات دون مرتب، ليمارس التمثيل، كما يقول خالد.
تمسك سعفان بوظيفة المدرس لم يكن رغبة فقط بالاحتفاظ بالوظيفة الحكومية ومعاشها الآمن، ولكن لحبه للغة العربية ودفاعه عنها، كما حكى الكثيرون عنه، لاسيما صديقه محمود السعدني. يرى الحياة فى الفاعل والمفعول، وكل قيم الحياة ومثلها العليا، تكمن فى أن يرفع الفاعل وينصب المفعول، وتنهدم كل القيم وتنهار كل المبادئ إذا انقلبت الأحوال ونُصب الفاعل ورُفع المفعول، والدنيا بخير طالما أن النحو كما جاء على لسان سيبويه.
أحب إبراهيم التمثيل والخطابة، وكان يلقى خطب الجمعة فى بعض المساجد منذ كان عمره 13 سنة، وكان فن الخطابة مدخله لفن التمثيل، والتحق بمعهد فن التمثيل، «المعهد العالى للسينما» فيما بعد، ليتخرج من المعهد سنة 1957.
أول أدواره كان حين شارك بدور صغير فى فيلم «حسن ونعيمة» 1959، وهو دور أحد أعضاء الفرقة الموسيقية التى كانت تعزف خلف محرم فؤاد «حسن» فى الفيلم.
يتذكر الابن خالد ما حكاه والده: خلال التحضير لفيلم حسن ونعيمة، علم إبراهيم سعفان الفنانة سعاد حسنى القراءة والكتابة ومخارج الألفاظ والحروف، خلال ستة أشهر فقط، تعلمت ما يتعلمه الطلاب حتى المرحلة الإعدادية، وكانت مجتهدة ومتميزة وخطها جميل، يشبه خط والدي (معلمها).
يكمل خالد: كان أبى يتحدث دائماً عن تقديره لفن سعاد حسنى، ويصفها بأنها أفضل من ممثلى هوليوود، وكانت تزورنا فى بيتنا فى شبرا وعمرها 17 سنة، خلال الإعداد للفيلم، لكنهما لم يلتقيا فى أى عمل فنى بعدها، ولم تزورنا بعد أن أصبحت نجمة مشهورة.
عودة لنفس الشارع
ترك سعفان شقة شارع الشهيد سعد حنفى، بحثاً عن شقة أكثر اتساعاً، ليعود ثانية إلى شارع حسن الحلوانى ويسكن فى العمارة رقم 8 .
اختار سعفان شقة بالطابق الخامس بالعمارة ذات السبعة طوابق، مكونة من ثلاث غرف وصالة، واستقر بهذه الشقة منذ 1962 وحتى وفاته 14 سبتمبر 1982، وبقى فيها أبناؤه وزوجته حتى توفيت، ويسكن فيها الآن ابنه الأصغر عازف القانون، محمد.
«فى هذه الشقة وُلدت أختى فريدة عام 63، وأخى نبوى عام 64، وأخيراً محمد عام 74»، يحكى رجل الأعمال خالد سعفان.
صاحب العمارة، الحاج بغدادى عبدالعزيز، هو صاحب محل قطع غيار السيارات الكائن بنفس العمارة، وقد اشتراها عام 1990 من صاحبها السابق تاجر البن فى درب البرابرة، عبد الغنى خميس، وإيجار الشقق يتراوح ما بين 5 و7 جنيهات.
يتذكر بغدادى الفنان ابراهيم سعفان وجلوسه معه فى المحل: فنانين كتير كانوا يحبوا يسكنوا فى المنطقة عشان قريبة من مسارح روض الفرج، ومن مبنى الإذاعة والتليفزيون، إبراهيم سعفان كان مجدع وابن نكتة وابن بلد، يقعد معانا فى المحل ويتكلم ويضحك لأنه واحد مننا، كان متواضع وما غيرش عربيته الـ 128 البيضاء حتى وفاته.
ويكمل بغدادي: كان يزور سعفان فى شقته فنانين كثير مثل جمال إسماعيل، عبد السلام محمد، فاروق فلوكس، سيد زيان، وغيرهم.
فرقة الريحانى
فى الستينيات انضم إبراهيم سعفان لفرقة الريحانى، وقتها كان مسرح الريحانى صاحب شهرة كبيرة، ومن أشهر المسرحيات التى شارك فيها معهم «سنة مع الشغل اللذيذ»، «مين ما يحبش زوبة»، ثم انتقل لفرقة المتحدين، ثم تفرغ للسينما والتليفزيون.
فى الستينيات أيضاً عمل فى مسرح التليفزيون، وقتها كانت هناك 10 فرق مسرحية، تتبع مسارح التليفزيون المصرى، فشارك فى الكثير من هذه المسرحيات، مثل «عسكر وحرامية»، «حركة ترقيات»، «سفاح رغم أنفه» مع محمد عوض، «الدبور» مع أبو بكر عزت عام 1966 من إخراج عبد المنعم مدبولى، وهى التى كان يردد فيه الإفيه الشهير «أنا مبسوط كده.. أنا مرتاح كده» كان وقتها عمره 38 سنة والدور لرجل عجوز، ولاقى هذا الدور شهرة كبيرة عند الجمهور.
كان سعفان فناناً ملتزمًا، فيحكى ابنه خالد أنه عند وفاة جده عام 1970 كان والده يؤدى دوره فى مسرحية «سنة مع الشغل اللذيذ»، فذهب صباحاً لشبين الكوم ليدفن والده، وعاد مساءً ليؤدى دوره فى المسرحية.
لم يكن ممثلاً فقط، بل كان يحب تقليد الأصوات، لا سيما أصوات الفنانين حسن عابدين وتوفيق الدقن وغيرهما.
وجه عبيط يغتصب الضحك
فى كتابه الصادر عام 1971 «المضحكون» ضم الناقد والكاتب محمود السعدنى، «إبراهيم سعفان» إلى الفنانين الكوميديين الذين كتب عنهم، مثل فؤاد المهندس وأمين الهنيدى ومحمد رضا، ومحمد عوض وعبد المنعم إبراهيم، والثلاثى جورج وسمير والضيف أحمد، وعبد السلام محمد، وحسن مصطفى وغيرهم.
وفى حين رأى السعدنى فى فؤاد المهندس بطلاً على خشبة المسرح وفى السينما مجرد ممثل، ورأى أن عبد السلام محمد يلمع إذا وجد الدور ويموت إذا بقى فى المسرح القومى، وأن عبد المنعم إبراهيم كان يجب أن يكون بطلًا فى السينما لكن عقلية المخرجين حبسته فى أدوار الهيافة، وفى المسرح لم يجد الرواية بعد.
رأى فى إبراهيم سعفان، أنه مضحك بكل صفاته ومقوماته، فقامته قصيرة، وأكتافه وملامح وجهه التى تشبه ملامح وجه رجل عبيط، فهو فوق كونه مضحكًا هو ممثل ناضج، يحسن التعبير والاندماج فى الدور الذى يؤديه، وهو يجيد كل الأساليب المؤدية إلى الإضحاك، من أداء دور مرسوم إلى الشقلبة والتصرف بحرية لاغتصاب الضحك من أفواه المتفرجين.
وفى رأى محمود السعدنى أن أفضل دور يستطيع سعفان القيام به، ويمكنه من احتلال الصفوف الأمامية، هو دور «الأفندى المتخلف» المحتفظ بطربوشه على رأسه، باعتباره رمز الوطنية والقومية، الحمش للغاية، ليس نتيجة موقف أخلاقى ولكن نتيجة عقد نفسية، المستوظف المستعلى على من هم دونه، المنسحق أمام من هم أعلى منه.
وضع السعدنى يده على ما اعتبره «سر» لمعان إبراهيم سعفان من أول لحظة ظهر فيها، وهو التصاقه الشديد ببيئته الريفية، واندماجه السريع ببيئته الجديدة فى المدينة، نموذج الفلاح المتعلم الذى هجر القرية إلى دنيا جديدة، لم يغرق تماماً فى طين القرية، ولم يسبح بكامله فى نهر المدينة، ظل معلقاً بين الاثنين، على وجهه دائمًا علامات الانبهار لما هو فيه، وعلامات الألم لما كان عليه.
فى نفسه تردد من الحياة التى تموج أمام عينيه، وحنين شديد إلى الحياة التى تركها خلف ظهره. هذا الانبهار والتردد والألم والحنين هى أهم مميزات إبراهيم سعفان، وهى عدة شغله فى عالم الفن الكبير. لذلك يفشل إذا أدى دورًا مسطحًا بلا أعماق ولا تعقيد ولا مأساة.
إنه مضحك مختلف، ضحكه يخرج من دموعه، وعظمته تنبثق من انسحاقه، وكبرياؤه نابع من موهبة لو وجد مخرجًا يفهم أعماقه.
البطل الساخر
تتوقف الناقدة الفنية ماجدة موريس عند ميزة إبراهيم سعفان الفنية، وهى قدرته على الجمع بين الكوميديا والتراجيديا، فيقدم الأدوار الجادة بشكل فيه سخرية بالغة، فيضحك المشاهد، فالسخرية جزء من تكوينه.
تشبهه موريس بأبناء جيله مثل حسن عابدين، ومحمود الجندى، اللذين لا يختارهما المنتجون للقيام بأدوار البطولة، التى لايرون فيها سوى البطل الطويل والجذاب «الجان»، وبقى ما ميز قوة سعفان فى التمثيل هو أسلوبه وحركة يده ووجهه.
مزرعة الإسماعيلية
تأمين حياة أسرته كان هدفاً من أهداف إبراهيم سعفان، كما حلم بالعودة إلى حياة القرية والزراعة وتربية الماشية والحياة الهادئة، فاشترى قطعة أرض مساحتها 20 فداناً بالإسماعيلية من جمعية تعاونية زراعية.
اشترى الأرض خلال تصويره فيلم «تجيبها كده تجيلها كده هى كده» عام 1980، وكذلك اشترى بعض الفنانين مثلما فعل.
تركنا مستورين، ترك لنا معاشًا ونقوداً، تعلمنا كلنا فى الجامعة، أنا خريج تجارة وأختى الكبيرة خريجة آداب، وفريدة مهندسة، ونبوى خريج آداب، ويعمل مسئول التغذية فى إحدى السلاسل التجارية الكبرى، ومحمد عازف قانون وخريج المعهد العالى للموسيقى العربية» يقول الابن خالد، ويكمل: «أما أرض الإسماعيلية فقد باعتها الأسرة عام 1995.
عمل إبراهيم سعفان حتى آخر يوم فى حياته، فقد توفى أثناء تصوير سهرة تليفزيونة فى الإمارات، فى 14 سبتمبر 1982، وقد كان مريضًا بمرض القلب، وكان الأطباء ينصحونه بعدم التمثيل على المسرح، لأنه عمل مرهق.
لم يكن يتردد فى المشاركة فى أى عمل فنى تطلبه فيه شادية أو ليلى طاهر أورشدى أباظة، لحبه لهم، مثلما كان يحب وداد حمدى وليلى فهمى ونبيلة السيد وسهير البارونى يتذكر خالد، ويبتسم قائلاً: لكنه كان فى البيت «سى السيد»، بينما تقوم والدتى بعمل كل شىء بمساعدة فتيات من قريتنا.
بيتنا كان يمتلئ طوال الوقت بالزوار والأقارب وكل من يأتى من شبين الكوم، وأحياناً كانت أمى تعد الطعام 4 مرات فى اليوم ليأكل كل الموجودين.
فى بيت إبراهيم سعفان كانت هناك مكتبة كبيرة تزخر بآلاف الكتب فى التاريخ والفقه والحديث والروايات، وزعت الأسرة أكثر من ثلاثة أرباعها، وما تبقى مازال موجودًا لدى الابن خالد، كما تبرعت الأسرة بملابسه، ولم يتبقَ من مقتنياته سوى نظارته وجواز سفره، وكشكول به سبع قصص قصيرة من تأليفه لم تنشر من قبل، فقد كانت هوايته كتابة القصص والشعر.
أُقيمت لسعفان 3 جنازات، حيث ودعه زملاؤه فى الإمارات، ثم أُقيمت له جنازة كبيرة فى مسجد عمر مكرم حضرها فنانون وشخصيات عامة، بالإضافة إلى جنازة كبيرة فى شبين الكوم حضرها عدد كبير، ورثاه زملاؤه فى التدريس بأبيات شعرية، كتبها المعلمان أبو النصر غانم ومحمد إبراهيم، وألقاها محمد أحمد المصرى «أبو لمعة» فى سرادق ذكرى الأربعين الذى أُقيم بمركز شباب شبين الكوم.
متحف الكوميديانات
حصل إبراهيم سعفان على جائزة عن دوره فى فيلم «عفريت مراتى»، تسلمها من وزير الثقافة وقتها، وعن دوره فى فيلم «استقالة عالمة ذرة»، كما أُطلق اسمه على أحد شوارع مدينة شبين الكوم، تكريمًا له.
لكن أسرته تتمنى أن يكرم الأب والفنان سعفان من خلال «تخصيص متحف لأعمال الفنانين الكوميديانات، لحفظ تراثهم، أمثال عبد الفتاح القصرى وعبد السلام النابلسى، وغيرهما من أبطال الدور الثانى الذين يعيشون فى الذاكرة أكثر من أبطال الدور الأول»، بحسب الابن خالد.