حوار- سمير احمد
إلهام الغندور فنانة تشيكلية، ومحاضرة ومستشار إعلامي لجمعية أبناء فناني مصر للثقافة والفنون وكاتبة صحفية وهي ابنة للفنان علي الغندور الذي كان علما من أعلام فناني الزمن الجميل، تحدثت عنه لـ"الكواكب" عبر هذا الحوار، فسألناها عن الفنان والإنسان في شخصيته المتفردة، ووقفنا معها على كيفية معاملته لأسرته الصغيرة، وأشياء أخرى كثيرة تشغل بال قارئنا عن هذه الشخصية المبدعة؛ كما تحاورنا معها عن الجمعية وسعي مجلس إدارتها الدؤوب لتفعيل القوانين لصالح قطاع كبير من فناني "الأداء المجاور"، كما أبدت رأيها فيما يقدم على الساحة الفنية عبر السطور التالية.
الفنان والإنسان
الفنان والإنسان كانا يكملان بعضهما البعض عند والدي الحبيب علي الغندور؛ ولم ينفصلا في يوم من الأيام، فالفنان عنده مزيج من المشاعر والانطباعات التي تمثل تاريخ الشخصية الإنسانية لديه وسلوكياته الحياتية اليومية؛ أما عنه كإنسان وأب فقد كان يجمع بين الحكمة والحزم والحنان والدفء، كان الأب والأخ والصديق، وكان محبوبا من كل الذين تعاملوا معه ، درس التمثيل والإخراج في معهد التمثيل العربي وهو من خريجي الدفعة الأولى، كما أنه كان يدرّس التمثيل والإخراج بالمعهد، ومن أوائل من تخرجوا علي يديه الفنانون نور الشريف وخالد زكي وأشرف زكي والكثير من الفنانين وقد أطلق اسمه علي إحدي قاعات التدريس بالمعهد، كما أنه درّس بالمعهد العالي للفنون المسرحية كذلك .
أما عن بداياته فقالت: أثناء دراسته بالمعهد وهو طالب أسند إليه أحد الأدوار من خلال فيلم "موعد مع إبليس"، ثم بعد تخرجه أسس مع خريجي المعهد من دفعته فرقة "المسرح الحر" وقدموا من خلالها " كنوز مسرحية " شارك فيها تمثيلا وإخراجا كما أنه يعتبر أحد مؤسسي مسرح التليفزيون، وعندما عمل بالثقافة الجماهيرية قام بتأسيس مسرح " الجرن " والمسرح " الطلق" ليلقب بعدها "بعاشق المسرح".
وعن وطنيته أوضحت د. إلهام : أنه برغم حبه الشديد للوطن إلا أنه لم ينتم لأي حزب سياسي، وكان محبا للزعيم جمال عبد الناصر والسادات رحمهما الله.
الفن والتمثيل
وعن الفن ومكانته عنده أكدت: كان محترفا للفن، وليس هاويا له، كما أنه كان مقتنعا بشدة بدوره بوجه عام في تشكيل وجدان وثقافة الشعوب والرقي بالمجتمع وحل مشاكله بتناولها فنيا من خلال المسرح والسينما والتليفزيون ومحاولة إيجاد فرص كثيرة للنهوض بالمستوي الفني، ودائما ما كان يتحيز للفن الهادف الذي يبني المجتمعات ولا يفسدها، وعن هوايته بعيدا عن الفن قالت: كان يمتلك مكتبة ثقافية ضخمة مليئة بالكتب في شتي المجالات وأيضا كثيرا من الروايات العالمية معربة أو بلغتها الأصلية لأنه كان شغوفا بالقراءة والاطلاع.
نجوم في حياته
أما عن النجوم الذين اشترك معهم في أعمال فنية فقالت: عمل مع الفنانين الكبار محمود المليجي وزكي رستم وفريد شوقي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي وأمين الهنيدي ومحمد صبحي ، ومعظم من كانوا نجوما على الساحة الفنية وقتها، وعن أهم أدواره الفنية أضافت: من أحب الأدوار التي لا أنساها له دوره في مسلسل "أحزان نوح" و"أديب" مع الفنان القدير عبد البديع العربي، وإبراهيم الشامي وأنا أعتبر هذا المسلسل من أقوي وأجمل الأعمال الفنية التي قام بها في حياته.
لا لعمل الابناء بالفن
وعن سبب رفضه لعمل أبنائه بالفن قالت: كان يرفض دخولنا الوسط الفني خوفا وإشفاقا علينا منه، في حين أنه سمح لنا بممارسة بعض الأنشطة المتعلقة بالفنون في الجامعات أثناء دراستنا، حيث عملت أنا في المجال لعدة سنوات وحصلت علي المركز الأول في التمثيل علي مستوي الجمهورية، وبالنسبة لتكريمات الوالد فأنا أرى أنه لم ينل ما يستحق من التكريم للأسف الشديد، ولكنه مع ذلك نال تكريما في عيد الفن في حياته وآخر عقب وفاته؛ لكن أفضل تكريم حصل عليه كان من أكاديمية الفنون المسرحية ومعهد الفنون وذلك بوضع اسمه علي إحدى قاعات التدريب، ولكني أحب أن أوجه رسالة إلي وزارة الثقافة كي تستجيب لأبناء زمن الفن الجميل وتفعل شيئا للحفاظ علي هذا الجيل الذي قدم أروع الفنون ولم ينل حقه بعد.
مستشارة إعلامية
وعن الجمعية التي تعمل بها كمستشارة إعلامية ونائب لرئيس مجلس الإدارة تحدثت قائلة: حقيقة لا توجد إلا جمعيتان لأبناء الفنانين الأولي أسسها د . أحمد الكحلاوي وسميت جمعية "أبناء الفن الأصيل" وهي شبه متوقفة الآن، أما الجمعية الثانية فهي جمعية أبناء فناني مصر للثقافة والفنون ويرأسها المستشار ماضي الدقن وتشرفت بكوني نائبا لرئيسها ومستشارا إعلاميا بها، وهي تهدف لحفظ وإحياء التراث وقد أقمنا ملتقى "سينما زمان" علي مسرح الهناجر بدار الأوبرا لتكريم وإحياء ذكرى رائد السينما المصرية بهيجة حافظ وعزيزة أمير وآسيا داغر وفاطمة رشدي تحت رعاية وزارة الثقافة ، كما أنني أتمني وفريق العمل بالجمعية أن يتم القانون بعد التعديل حيث ستستفيد الدولة وفنانو "الأداء المجاور" سواء كانوا ممثلين أو مخرجين ومذيعين وراقصين ولاعبي سيرك .... وغيرهم من فناني الأداء ، وأنا من خلال مجلة "الكواكب" أتقدم بالشكر بالأصالة عن نفسي وعن مجلس إدارة الجمعية بالشكر للدكتور حسام لطفي وللفنان المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحادات النقابات الفنية والفنان د. أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية والفنان مسعد فودة نقيب السينمائيين للمجهودات والمساعدات التي بذلوها من أجل الجمعية ولوقوفهم بجانبها لتفعيل القانون.
أما عن رأيها فيما يقدم من فنون على الساحة الفنية الآن مقارنة بزمن الفن الجميل فقد قالت: هناك بعض الأفلام والمسلسلات تناقش مشاكل المجتمع وتساهم في طرح القضايا بوجه عام؛ لكن الأغلبية تتحدث إما عن الطبقات الدنيا من المجتمع وتبرزها كأساس للمجتمع المصري بكل مساوئها من انحرافات وتدن في السلوك وهو أمر لا يمكننا أن نقبله على علاّته، وعلى العكس تماما نرى في الطبقة الأرستقراطية الغنية غناء فاحشا بينما نلحظ اختفاء للطبقة الوسطي بما تحمله من أصول وثقافة.