«حسيت بالموت حواليا، وقلبي انقبض على صوت دقات قلب بنتي، خوفت ألحقها من بين إيدين حماتي وجوزي، اللي سابوها تنزف لحد الموت»، بتلك الكلمات وصفت مروة لحظاتها الأخيرة مع طفلتها والتي راحت ضحية الختان بسبب معتقدات زوجها ووالدته.
أمام محكمة الأسرة بالزنانيري وقفت مروة البالغة من العمر 35 عاما، تستغيث وتطلب الخلع من زوجها بعدما توفيت طفلتها على يده بسبب إصراره على عملية الختان « بنتي ماتت عشان أبوها شايفها عار، من يوم ولادتها وهو شايل الهم وخايف من إنها تجيبلنا العار وعشان البنت لعبت مع أولاد الجيران في الشارع عاقبوها وقتلوها، منهم لله دم بنتي في رقبتهم»، لتكمل الزوجة كلماتها بصراخ هستيري وهي تؤكد أن زوجها ادعى العلم بالرغم من معتقداته السادية الجاهلة، فنظرات الخزن قدا ارتسمت على وجهه عند علمه بنوع الجنين عند الطبيب وكأن لسان حاله يعترض على إرادة الله.
« كنت بموت ببطىء بعد ماعرفت حقيقة تفكيره لحد مامرت الأيام ومعاد الولادة قرب، رفض يقرب مني ومن بنته، ورفض يدفع تكاليف المستشفى، وعاملنا بطريقة عنيفة جدا لحد ماربنا رزقنا بالولد ووقتها رضي عني بس فضل يعاقب بنته على ذنب مش ذنبها»، لتؤكد أنها دائما كانت تشعر بالذنب تجاه طفلتها بسبب معاملة حماتها لها ولطفلتها والتي لم تتهاون يوما في معاقبة الطفلة وفرض أشياء غريبة عليها، فرضوا عليها الحجاب من سن 4 سنوات، فضلا عن رفضهم لحديثها في وجود أخيها الصغير، تعاقب بالضرب إذا بكى أخيها حتى كرهت الطفلة حياتها وكرهت أخيها وأصبحت إنطوائية، وأصبحت بالرغم من كونها ما زالت صغيرة كانت تحمل جبلا من الهموم فوق قلبها، وكل ذلك بسبب إني قصرت في الدفاع عنها.
تابعت الزوجة بأن صغيرتها بدأت في النضوج وظهرت عليها علامات النضج والأنوثة، حتى أصبح ذلك هو عقابها، وحينما جاء أحد أبناء الجيران وفتحت له الباب، ثارت جدتها وقررت وقتها إجراء عملية الختان للطفلة بدعوى الخوف عليها من الوقوع في الخطيئة، لتقابل الزوجة قرارهم بالرفض وهجر منزل الزوجية ولكن في نفس الوقت رفضوا أهلها قرارها وأرغموها على طاعة زوجها لتوافق على مضض،« بنتي قالتلي ماما مش عاوزة أموت، ووقتها قلبي انقبض وحاولت أطمنها وقولتلها حبيبتي دي حاجة بسيطة، وقتها بكت وقالتلي كلهم بيكرهوني وعاوزين يقتلوني، وأنا خايفة بس هرتاح لما أروح لربنا».
«صحيت من النوم وأنا قلبي مقبوض وبيوجعني على بنتي، الدنيا كانت ضلمة في عيني ولما الممرضة وصلت ملك الموت وصل وكان قاعد ع الباب مستني، كنت سامعة دقات قلب بنتي وشايفها عيونها المرعوبة، وحماتي وجوزي محدش فيهم إتأثر، ودخلوا على بنتي وكتفوها، سمعت صوت صراخها، سمعت آخر كلامها وهي بتموت وبتنزف، كانت بتدعي علينا كلنا، كانت بتشتكي لربنا، خرجت روحها وفضل جسمها من غير روح وماتت»، لتنهار الزوجة وهي تؤكد رؤيتها لجسد ابنتها وهي تكفن وتغسل أمام أعينها، وتطلب معاقبة زوجها وحماتها بأقسى العقوبات، مؤكدة على طلبها للخلع من زوجها.