السبت 23 نوفمبر 2024

«واشنطن بوست»: ظروف قاسية في انتظار المدنيين الفارين من داعش بسوريا

  • 19-8-2017 | 12:43

طباعة

 ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من أعمال العنف بداخل الأراضي التي استولى عليها تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا وجدوا أنفسهم حاليا محاصرين وسط ظروف "صادمة ومروعة" في معسكرات النازحين المختلفة داخل سوريا.

وقالت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت إنه بينما تتراجع قبضة "داعش" على سوريا مع توجه القوات المدعومة من جانب الولايات المتحدة صوب عاصمتهم الفعلية في مدينة الرقة يستضيف حاليا ما يقرب من 40 معسكرا في مناطق شمال غرب سوريا نازحين تتراوح أعدادهم بين ألفين إلى 10 آلاف شخص مع قدوم المزيد كل يوم.


وأوضحت الصحيفة أن الرحلة من الرقة إلى أحد معسكرات النازحين استغرقت بالنسبة لزوجين شابين أكثر من 10 ساعات سيرا على الأقدام في صيف هذا العام أما الأمر بالنسبة للعائلات الأكبر- التي تتولى مسئولية أطفال أو مسنين- فإن الرحلة قد تستغرق أسابيع.. وتعليقا على هذا الأمر قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية في الصليب الأحمر إنجي صدقي: "إن الظروف الراهنة للفارين من عنف داعش إلى معسكرات النازحين مروعة للغاية".


وأضافت إنجي صادق، أن وفدها التقى، في إحدى زياراته الأخيرة إلى معسكر عين عيسى للنازحين بشمال الرقة بأب توفي ابنه الرضيع بسبب نقص الرعاية الطبية في المعسكر.. وقالت:"إن الأمر كان مفجعا.. فقد استمر الأب في سحب الهاتف لإطلاعنا على صور فقيده".


وقال قادمون جدد في بعض هذه المعسكرات إنهم لم يجدوا مكانا يصلح للنوم أو حتى أطباء لتقييم احتياجاتهم الطبية فور وصولهم بعد أن عانوا من الجفاف طيلة أيامهم فوق قمم الجبال خوفا من بطش مسلحي داعش.
ويقول عمال إغاثة إن بعضا من معسكرات النازحين يخلو من الخدمات الطبية الأساسية فيما تتناقص كميات المياه مع ارتفاع درجات الحرارة ويتمتع القليل للغاية من هذه المعسكرات بوجود كهرباء أو دورات مياه لذا فإن تداعيات الأمر قد تكون مميته.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من مائتي ألف شخص فروا من الرقة منذ شهر إبريل الماضي مع بدء الهجوم المدعوم من جانب واشنطن وتوجهه إلى قلب المدينة لتحريرها من داعش.. فيما فرّ عشرات الآلاف أيضا من المنطقة المحيطة بإقليم دير الزور حيث شنت قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة ضربات جوية مكثفة من الجو في الوقت الذي بدأت فيه القوات السورية التقدم نحو المناطق الغربية من الإقليم.
وأضافت الصحيفة: "أنه لكي يتعين على الفارين الوصول إلى المعسكرات الأكبر والأفضل تجهيزا فإن عليهم الانتقال أولا من خلال ما يُعرف بنقاط العبور- وهي معسكرات يسيطر عليها مقاتلون أكراد من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من جانب الولايات المتحدة نُشروا من أجل كشف مقاتلي داعش من خلال الاطلاع على بطاقات الهوية".