السبت 4 مايو 2024

قضايا ومشاكل وشائعات حاصرته .. شاروخان ضحية العلاقات الهندية الباكستانية بسبب «Raees»

19-8-2017 | 12:54

كتبت : نيفين الزهيري

"هذا العالم وهمي .. يجب أن نعمل فيه بطرق ملتوية لإصلاحه" كان هذا جزءاً من الأغنية التي قدمها شاروخان في أول فيلمه بعنوان Dhingana والتي أوضح من خلالها الفكرة التي يقدمها في هذا الفيلم، ومحاولاته المستمرة طوال أحداثه في أن يكون شخصية مستقلة لها نفوذها وسطوتها ولكن المصالح دائما تلعب دورا مختلفا للقضاء عليه، ولم يكن هذا ما حدث داخل أحداث الفيلم فقط.

فبالرغم من مرور 70 عاما علي تقسيم الهند،و إعلان الهند وباكستان دولتين مستقلتين عن الحكم البريطاني، ولكن أحدا لم يتوقع مستوى العنف الذي اندلع عقب التقسيم، ولم تتعاف العلاقات الهندية - الباكستانية أبدا من أثر التقسيم وآلامه، فالبلدان ما زالا في حالة حرب مستمرة، وإن كان كل منهما أمام المحافل الدولية يدعيان لإحلال السلام بينهما.

وعلي الرغم من محاولات السينما الهندية بتقديم العديد من الأعمال السينمائية التاريخية والمعاصرة عن طبيعة العلاقة بين باكستان والهند ومايحدث بينهما ووجود العديد من الأشخاص الذين يرفضون هذا الصراع ويجدونه غير مبرر لأنهم في النهاية بشر، كان فيلم Raees الهندي خير مثال علي هذا الصراع، عندما تم منع عرضه في باكستان ومنع أبطاله من الترويج لعملهم في باكستان أو السفر للهند للمشاركة في الترويج له مع باقي فريق العمل .

السلطات الباكستانية

فبعدما أعطي رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وزارة الإعلام أوامر برفع الحظر عن طريق إصدار شهادة عدم ممانعة للأفلام الهندية، وفقا لموافقة مجلس الرقيب، ولكن بعدها بأسبوع قررت السلطات الباكستانية منع عرض فيلم شاروخان "Raees" والذي يشاركه في بطولته الممثلة الباكستانية مهيرة خان، وساني ليون وممتاز سونكار وزينات امان ونواز الدين صديقي وريتيش سيدوانى وفرحان اختار ومن إنتاج جورى خان وإخراج راهول دولاكيا.

وكان سبب الوقف أن الفيلم جسد الشخصيات المسلمة بطريقة غير لائقة.بالإضافة إلي المحتوى الذي يهاجم الإسلام، وطائفة دينية معينة وهم الشيعة، إضافة إلى تصوير المسلمين على أنهم مجرمون وإرهابيون، وقال مسئول في مجلس الرقابة، إن معظم أعضاء المجلس اعترضوا على إطلاق الفيلم، مضيفا أنها ستتبع قرار مجلس الرقابة المركزية.

انتقادات

وعقب عدد من السينمائيين في باكستان على القرار لـ «بي بي سي الاوردية» ومنهم نديم مانديفوالا صاحب شركة اتريوم للانتاج السينمائي ودور العرض بأن فيلم Raees من الأفلام الكبري ومنعه لن يكون جيدا، ولكن إن رأت الحكومة أن الفيلم سيثير مشاكل طائفية ودينية، وربما يكون قرارا صحيحا"، أما المخرج الباكستاني جامي محمود فقد انتقد القرار بشدة وقال " يجب أن يكون الناس متسامحين مع وجهات نظر الآخرين، ويجب أن نشاهد الأفلام الهندية مع وضع وجهة نظر الهنود في الاعتبار، مثلما يتم مشاهدة الأفلام الإيرانية في الولايات المتحدة".

توقف التصوير

وكانت المشاكل قد بدأت أثناء تصوير الفيلم لدرجة أنه تم وقف تصوير الفيلم بسبب وجود مهيرة خان وعدد من نجوم باكستان ضمن أحداثه لانه في تلك الفترة أصدرت من الحكومة الهندية قراراً بمنع الفنانين الباكستانيين من العمل بالسينما ومنعت دخولهم أراضيها ، بسبب العلاقات المتوترة بين باكستان والهند، وهو ماجعل العديد من المواقع الإخبارية الهندية تطلق شائعات حول استبعاد مهيرة خان من العمل ولكنها نفت وأكدت وقتها أنها مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة ، وأنها في طريقها لاستئناف تصوير الفيلم خارج الهند، أكد موقع انديان أكسبريس أن منتجى الفيلم ريتيش سيدواني، فرحان أختار، وشاروخان والمخرج راهول دولاكيا سيتوقفون عن التصوير لفترة في الهند علي أنه بحلول الوقت الذي يعرض فيه الفيلم تكون الأمور قد هدأت، وسوف يتم تصوير ما تبقى من مشاهد في أبوظبي، لذلك قرر بعدها فريق عمل الفيلم تصوير أغاني الفيلم الاولي والتى تم تصويرها في أبوظبي، أما الثانية فتم تصويرها في المغرب.

ومن المضايقات التي تعرض لها فريق العمل قيام عدد من النشطاء الاجتماعيين بالتجمهر خارج مناطق ومواقع التصوير مانعين شاروخان ومهيرة من الدخول إلى مسجد Sarkhej Rosa وهو نصبٌ تذكاري ذات قيمة تاريخية ومعمارية عظيمة، والسبب في ذلك هو حظر أي باكستاني من اقتحام هذا الموقع تماماً كمهيرة.

الرقابة الهندية

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان هناك العديد من المضايقات في الهند أيضا واجهت شاروخان وفريق عمل الفيلم، وكان مصدر هذه المضايقات من الرقابة في الهند فيما يخص السماح له بعرض الفيلم، حيث أكدت صحيفة bollywoodhungama أن أعضاء مجلس الرقابة ناقشوا الأمر بشكل جدّي مع منتجي فيلم Raees، وأكدوا أن الفيلم يحتوي على مشهد لطفل يعاقب جسدياً، ما يشجّع على استخدام العنف الجسدي ضد الأطفال، كما أنهم لن يسمحوا بظهور تلك الأمور بأي شكل من الأشكال، وطلبوا من منتج الفيلم ريتيش سيدواني إضافة إخلاء مسئولية تفيد بأن السينما وصانعيها لا تدعم العقاب البدني في إعلان الفيلم، كما أثار المجلس أيضا العديد من المشاكل بسبب مشاهد تظهر شاروخان في الفيلم بشخصية مجرمة قد تؤثر على النشء من الأطفال من محبي شاروخان، بالإضافة إلي مناقشات حادة حول ما إذا كان الفيلم يستند لقصة واقعية، واستناده علي قصة حياة رجل العصابات الهندي الشهير عبدالله اللطيف.. حيث إن الفيلم الذي تدور أحداثه في 161 دقيقة في إطار درامي أكشن في فترة الثمانينيات في ولاية غوجارات التي تمنع بيع الخمور، حيث يقوم شاروخان بدور Raees هو شخص يعمل في تهريب المخدرات والخمور، وكلما كبر عمله كلما تابعته أجهزة الأمن أكثر، حتى يحاول ضابط الشرطة القبض عليه ومنعه من هذه الأعمال.

رجل عصابات

ولم تتوقف المضايقات عند هذا الحد بل قام ابن عبدالله اللطيف - المجرم الذي كان هدفاً للكثير من الدعاوى القضائية وطالته الكثير من الشكاوى مع حوالى 40 قضيّة قتل تم توجيهها إليه، أضف إلى ذلك أنّه كان المتّهم الأول والأساسي والأبرز في التفجير الذي وقع في مومباي في العام 1993- برفع قضية تشهير في المحكمة العليا في جوجارات على 9 من فريق عمل الفيلم وتوجيه إنذارات قضائية لهم، لمنعهم من نقل هذه الأخبار كلّها وتجسيدها أمام المشاهدين والمتفرّجين، ومن بين الذين وجهت لهم الإنذارات شاروخان ونواز الدين صديقي والمنتج ريتيش سيدواني والمخرج راهول دولاكيا، حيث طالب في الدعوي المرفوعة بوقف تصوير وعرض الفيلم ، لأنه زعم أن الشخصية التي يؤديها شاروخان ، تستند على والده الراحل.

ولكن بعد صدور البرومو الدعائي الرسمي للفيلم، كان منتجو العمل قد أصدروا بياناً رسمياً، يفيد بأنّ شخصية Raees لم تستند إلى أي شخص، حي أو ميت، ونقلاً عن هذه التأكيدات، نصحت المحكمة مشتاق ، لانتظار عرض الفيلم، ولكنه مقتنع تماماً أنّ الفيلم يرتكز على حياة والده.

كاترينا كييف

النجمة الهندية كاترينا كييف كانت مرشحة للمشاركة في الفيلم كضيف شرف من خلال تقديم إحدى أغنيات الفيلم ورقصة، بحسب ما نشره موقع PINKVILLA فإن المتحدث باسم كاترينا كشف عن السبب وراء عدم مشاركة النجمة مع شاروخان في هذا الفيلم قائلاً: "كاترينا لديها الكثير من الأفلام لكي تقوم بإنهائها لذا هي لن تقوم بالرقص في فيلم Raees، وأشار الموقع أيضا بأن كاترينا كانت ستظهر بدور راقصة في إحدي أغنيات هذا الفيلم مثل ما فعلت بأغنية Chikni Chameli الشهيرة من فيلم Agneepath للممثل المتألق "هريثيك روشان" والنجمة الجميلة "بريانكا شوبرا"، وقامت بالرقصة وتقديم الأغنية النجمة ساني ليوني .

وفي النهاية ومع كل المشاكل التي قابلها الفيلم وغيرها من القضايا، فلقد تمكن من أن يحقق إيرادات قياسية فى معظم أنحاء العالم ومنها أستراليا، وإنجلترا، وكندا، وحتى فى دبى، وبالتأكيد فى الهند، استطاع فى أسبوع واحد فقط تغطية ميزانيته، بل وتخطَّاها وفى كل يوم يمر تزداد الأرباح، حسب إحصاءات الشركة المنتجة، ليتخطي ميزانيته والتي قدرت بـ «50 مليون دولار».

    Dr.Randa
    Dr.Radwa