تحققت نبوءة مسلسل "وبينا ميعاد" في الجمع بين طرفي الابداع : المؤلف والمخرج هاني كمال والنجم المتألق صبري فواز، حيث التقيا معا، ليقدما لنا دراما من نوع خاص، تتوافر فيها عناصر الابهار والاجادة والجمال والاتقان، فالمسلسل عبارة عن ابداع متوازي الاضلاع، مشحون بالحساسية الشعرية العالية، في التعبير عن المواقف بالحوار، علاوة على أداء تمثيلي  راق ولمحة كوميدية ساخرة،  تبث بهجتها الخجولة بين مجموعة من المشاهد القاتمة ومنها رقص البطل بعصا مساحة البلاط. 
عموما : المسلسل تدور بنيته الدرامية حول قصة أرمل ومطلقة تتحطم امالهما على أرض الواقع، ومن خلال هذه القصة يتعرضان لمشاكل اجتماعية ونفسية عميقة تهدد باهدار حقهما في الحياة والحب . 
وقد برع المخرج هاني كمال في تحويل ذلك كله الى عمل درامي ممتع ومثير للمتابعة، مستخدما موهبته الكبيرة وطاقته الايجابية العالية ، في صناعة حبكة درامية متقنة، وسيناريو تلقائي،  يوازن بين مرارة الذكريات لدى البطل، وتطلعاته لمستقبل أفضل، حيث يواجه عشرات المعوقات التي تقف امام تجربة حبه الأخير، بدءا من الاولاد ومرورا بالمجتمع وتقاليده المتعنتة وانتهاء بغروب ايام العمر .
واعتقد ان من أهم عوامل نجاح هذا العمل هو الحوار المركز والمؤثر  ، والذي يرتفع صعودا وهبوطا مع مجريات التطور الدرامي ، وهنا تتجلى عبقرية الكتابة حيث الاجادة والعمق والحرفية الشديدة والاعتماد على الحكي الكاشف عن أسرار الشخصيات . 
ويبدع صبري فواز في تقديم شخصية البطل المأزوم نفسيا، و الذي يعاني من صدمات تكوينه النفسي والاجتماعي،  واحباطاته العاطفية المتكررة،  حيث يتعلق باخر فرصه في الحب، في محاولة للتعلق بطوق نجاة، أملا في ان ينتشله من الوحدة والدوران في فراغ وعبث الايام . 
وقد تألق الفنان  صبري فواز في التعبير المكثف عن كل هذه المشاعر  المشحونة بالتوتر، والشجن الحزين المعذب باسلوب مرهف ودقيق يدل على أنه يسيطر على أدواته،  ويستغل كل وسائل الأداء التمثيلي ببراعة وذكاء، علاوة على اهتمامه الشديد بالتفاصيل ، وظهر ذلك من خلال مشهد المصارحة بينه وبين اولاده عندما حدثهم عن رغبته في الزواج وأجهش بالبكاء . 
وبرع المخرج هاني كمال في توظيف الموسيقى التصويرية كمؤثر جوهري في مصاحبة الاحداث تماما مثلما نجح كمخرج في تركيب تنفيذ المشاهد الرومانسية بحسه العالي وخبرته الكبيرة  ليقدم لنا في النهاية صيغة مبتكرة للدراما الراقية.