قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند هى الزيارة الثلاثة منذ تولية الرئاسة، ولكن هذه المرة كان الرئيس ضمن القادة الذين تربطهم بالهند علاقات تاريخية واستراتيجية وسياسية، وتمت دعوتهم لحضور احتفالات يوم الجمهورية الهندية.

وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الحفاوة الكبيرة أثناء استقبال الرئيس السيسي ترتبط بخصوصية العلاقة بين الهند ومصر، إذ مر نحو 75 عامًا على العلاقات بين الدولتين؛ مما يجعلها مناسبة جيدة للاحتفاء، منوهًا إلى أن الهند ترى أن مصر بوابة لإفريقيا والوطن العربي؛ مما يجعل لديها الدافع للدخول مع مصر في شراكات جديدة، إذ تحظى مصر بأسواق واعدة تجعل الاستثمارات بين الدولتين غاية في الأهمية.

وأشار إلى أن الزيارة تؤكد في جزء منها على شكل الشراكة بين الدولتين وحجمها، كما أن الهند تنوي طرح مشروع الهيدروجين الأخضر على الرئيس السيسي؛ ليتم تدشينه في العاصمة الإدارية الجديدة وشمال الخليج والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ ليتم استثمار تلك المشروعات في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتعزيز الاقتصاد الأزرق.

وفيما يتعلق بالجزء السياسي للزيارة، أكد أستاذ العلوم السياسية أنها تهدف إلى التأكيد على أن العلاقات بين الدولتين قائمة على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة إلى جانب تنفيذ استراتيجة الرئيس السيسي في آسيا وتبنيه فكرة الاستدارة نحو الشرق وخلق العلاقات الجيدة بتلك المنطقة؛ لإحدا ث نوع من التوزان في علاقتنا بالغرب.

وأوضح أنه من المنتظر أن تسفر الزيارة عن نتائج هامة ذات بعد اقتصادي واستراتيجي واتفاقيات خاصة تتعلق بالقمح، إذ اجتمع الرئيس برجال المال والأعمال وأصحاب البنوك والشركات الهندية؛ لطرح فرص الاستثمار والتي تتزايد أهميتها في ظل الأهمية الاقتصادية لدولة الهند وكبر مساحتها، فهى تشبه القارة في ذاتها.