الأحد 12 مايو 2024

«ستوكر».. نهى صبحي تواجه موجات التفاهة المستشرية والجرائم الإلكترونية


د. نداء عادل

مقالات27-1-2023 | 19:42

د. نداء عادل

الروائي ابن زمنه وبيئته وإرث كبير راكمته الحياة لديه، هكذا نجد الكاتبة نهى صبحي، في رواية "ستوكر" المصورة، والتي تعد الجزء الأول من ثلاثية، تلامس حياة البيوت جميعًا، وتسبر أغوار حياة الشباب، وتكشف ما لم يعد مستورًا لكنه مسكوت عنه، لتحول مسار الحياة الاجتماعية نحو الإنسانية السوية.

نحن هنا أمام عمل لم يعد مستبعد الوقوع، فقد طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء بأخبار جرائم عدة دون أن تحيل دفة عرضها إلى العوامل التي أدّت إلى ارتكاب الجريمة، ودون أن تكون أداة تساعد القانون في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية التي نطمح إليها في عالمنا، هذه الفجوة التي تغلقها الكاتبة نهى صبحي سردًا وبحثًا وتصويرًا، علَّ الآباء يستوعبون والشباب يتداركون قبل أن تمضي حياتهم سدى.

بهذا العمل تكسر الكاتبة نهى صبحي، قيد غيابُ أصواتِ المثقفين عن الحراك اليوميِّ للمجتمعِ، الذي ألقى بظلاله السَّلبية على الحياة الاجتماعية، ما أدى إلى حرمان المجتمع من التأثير الفاعل للفكر المستنير والخبرات المهمّة، في وقت يحتاج فيه المجتمعُ إلى كلّ صوتٍ عاقل وإلى كلِّ فكرٍ جادٍّ، للحدِّ من تأثير موجاتِ التَّفاهة المُستشريةِ التي يتسع نطاقها يومًا بعد يومٍ.

إن المجتمع سيبقى في أمسِّ الحاجة للدَّور الفاعل لقواه الحيَّة، وفي مقدمتها النخبة المثّقفة.

وهنا نجد في رواية "ستوكر" تبسيط للمعقد، وتحدٍّ صريح في مواجهة الأفكار السَّائدة، مقتربة من تحولات الواقع وتجاذباته وإشكالاته، لتؤدي نهى صبحي دورها الرياديٌّ في تحليل الواقع الذي نعايشه، وتُشّكل فيه قوّة نقدٍ إيجابيٍّ وقوة اقتراح مفيدة؛ فالتاريخ ينبئنا أن المثقفين هم الذين أسهموا في التّحولات الكبرى في تاريخ الأمم والشعوب، أو التمهيد لها أو توجيهها لتكون في صالح الإنسان، لتصل أفكارُهم إلى القوى الفاعلة في المجتمعِ.

في الحقيقة إن "ستوكر" ليست بعيدة عن منهاج الأديبة نهى صبحي، فهي دائمة الدعوة إلى استنهاض قوى العقل في مواجهة الخواء والفوضى والتفاهة، والتاريخ يتغير عندما تتحول الأفكار إلى قوى مجتمعية فاعلة.

Dr.Radwa
Egypt Air