وصل وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" إلى سيول اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي "لي جونج-سوب" بشأن الردع ضد تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية وغيرها من القضايا الأمنية، وفقا للمسؤولين في سيول.
وهبطت طائرة من طراز "E-4B نايت ووتش" تحمل "أوستن" ومساعديه في قاعدة "أوسان" الجوية في "بيونج تيك" في الساعة 4:30 مساء اليوم. وكان قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنرال "بول لاكاميرا" في استقباله.
تأتي رحلته في الوقت الذي تسعى فيه سيول وواشنطن جاهدتين إلى تعزيز الردع من خلال التدريبات العسكرية المشتركة فضلا عن التنسيق الأمني الثلاثي مع طوكيو، في أعقاب الأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية.
وفي اجتماعهما المقرر غدا الثلاثاء، من المتوقع أن يناقش "أوستن" ووزير الدفاع الكوري الجنوبي "لي" الجهود المشتركة لتعزيز مصداقية الردع الأمريكي الموسع، وفقًا للمسؤولين، الذي يشير إلى تعهد الولايات المتحدة بتعبئة المجموعة الكاملة من قدراتها العسكرية، بما فيها القدرات النووية، للدفاع عن حلفائها. ويمكن للجانبين أن يتطرقا إلى التدريبات الحوارية القائمة التي يخطط الحلفاء لإجرائها في الولايات المتحدة في الشهر المقبل، في إطار سيناريو الاستخدام المحتمل لكوريا الشمالية للأسلحة النووية، وفقًا لمراقبين. ولفتت التدريبات المخطط لها الانتباه الشديد، وسط سعي الحلفاء إلى نهج فعال وواقعي لمواجهة مساعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية تكتيكية في إطار سياستها النووية العدوانية.
وقد يناقش "لي" و"أوستن" أيضًا سبل توضيح اتفاقية القمة الثلاثية العام الماضي لقادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، لمشاركة بيانات التحذير من الصواريخ «في وقت حدوثها مباشرة» للمساعدة في التصدي للتهديدات الكورية الشمالية.
ومن المرجح أيضا أن تحتل مسألة تقديم المساعدات إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا مكانة بارزة في المحادثات. وقد أعلنت واشنطن في الأسبوع الماضي عن خطة لإرسال 31 دبابة قتالية إلى أوكرانيا، في إظهار للدعم المستمر لأوكرانيا.
وقد يستغل "أوستن" أيضًا الاجتماع مع "لي" لتوضيح نتائج القمة بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ورئيس الوزراء الياباني "فوميو كيشيدا" في البيت الأبيض والتي عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر. وفي القمة، أيد "بايدن" مساعي اليابان لتعزيز قدراتها العسكرية بموجب وثائقها الأمنية الرئيسية المعدلة حديثًا.
وجاء دعمه في الوقت الذي لا يزال فيه بعض الكوريين الجنوبيين يساورهم الشك حول تعزيز القدرات العسكرية والأمنية من قبل اليابان، والتي يعتقدون أنها لم تكفِّر بالكامل عن أخطائها في الحقبة الاستعمارية. وكان آخر اجتماع ثنائي وجها لوجه بين "لي" و"أوستن" في الحوار التشاوري الأمني السنوي في البنتاجون في نوفمبر الماضي.