منذ اللحظة التي يرحل فيها شريك الحياة، تعيش المرأة مرحلة من الحداد والحزن على فقدان من كان يقاسمها تفاصيل المعيشة بحلاوتها ومرارتها، ورغم صدمتها إلا أنها تتخطى الوجع وتكمل مسيرته وتدير البيت بمنتهى المهارة، بخلاف كثير من الرجال حال رحيل الزوجة، فنسبة ليست بالقليلة منهم لا يستطيعون تكملة مسيرة الحياة بمفردهم، ويبحثون عن من تشاركهم مسئولية صغارهم، ولذلك نتساءل هل النساء أكثر صلابة في تحمل الحياة دون رجل؟...

ويقول الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق، رغم أن النساء هم الأكثر تأثرا من الرجال بعد رحيل شريك الحياة، خاصة  خلال فترات الحداد، إلا أنهن الطرف الأقوى من الناحية البيولوجية والنفسية في التكيف على الحياة بأعبائها المختلفة، حيث تستطيع  المرأة إدارة البيت بأكمله بعد رحيل الزوج، وذلك يرجع لعدة أسباب، أهمها:

• أن المجتمعات الشرقية تربي الأنثى منذ طفولتها على التحمل وإدارة الأسرة، ومساعدة إخوتها، حيث أن المرأة في علم النفس هي الشخص القادر على إدارة حياته وحياة الآخرين، ولكن الرجل لا يدير سوى ذاته.
• أما بالنسبة لتربية الرجل في المجتمعات الشرقية، فمعظم الأسر تربي الطفل على الاعتماد على الأم وإخوته ، وعلى أنه لا يخدم نفسه بل الآخرين هم من يقدموا له الخدمة.
• على الرغم من أن الأب هو أداة الضبط في المنزل، ولكن الأم عندما تغيب ينهار البيت ويصبح فوضى، حيث يقع على عاتقها مسؤوليات الحياة الاجتماعية للأسرة، وبعد وفاتها يشعر الزوج بالعزلة ويفقد مقدم الرعاية الأساسي له عاطفيا وجسديا، خاصة لو كان مسناً ويعتمد اعتمادا كليا عليها.
• أن مجتمعاتنا تيسر الزواج للذكور عن الإناث، وتفرض المحاذير العديدة على المرأة بعد وفاة الزوج، فنجد أنها تعيش فترة الحداد دون عمل أحياناً، أما الرجل فبمجرد رحيل زوجته فيحق له النزول في المجتمع وممارسة حياته بشكل طبيعي.
• المرأة لديها القدرة على الكلام لإزاحة الهموم، ولتفريغ العواطف السلبية، وهو ما يخفف كثيرا من وطأة الحزن، على عكس الرجل الذي يشعر بالوحدة القاتلة ولا يتحدث.
• طبيعة المرأة والمنحة الربانية التي أوهبها الله سبحانه وتعالى لها، تمكنها من القيام بتعدد الأدوار، فهي من تحمل وتلد وتعمل داخل وخارج المنزل، وتلبي طلبات الزوج وتدير البيت بأكمله.