لست أهلاوية ولكني أحترم النادي الأهلي وإدارته وجماهيره وإنجازاته.. وعندما يلعب الأهلي خارج مصر فكلنا أهلاوية، هذا الأسبوع شعرنا جميعا بالفخر وفريق الكرة ينتصر على فريق أوكلاند سيتي في بطولة كأس العالم للأندية في المغرب الشقيق وأسعدني الحماس والشعور بالمسؤولية، وكانت الأخلاق حاضرة فهم يمثلون مصر في شخص فريق الأهلي، وعلى رأس هذا الكيان الكبير محمود الخطيب.. إنسان خلوق وتاريخ طويل من النجومية والمسؤولية في الحفاظ عليها.
أكتب هذه السطور قبل ساعات من مباراة الأهلي الثانية مع فريق سياتل الأمريكي، والتي أتمنى أيضا أن تفوز فيها مصر، التي يحمل لاعبو الأهلي علمها على قمصانهم في تقليد جديد لأول مرة في مبارياتهم الخارجية.
والحقيقة لقد توقفت أمام سر النادي الأهلي كمؤسسة مصرية اجتماعية تربوية للرياضة البدنية، لا بد أنك تشعر بالفخر وتشعر أن هذا الكيان مظلوم إعلاميا، فالكثيرون يخلطون بين الحماس للنادي وبين الحماس لفريق من فرق النادي، وهذا خطأ، فتقلب الأداء وارد في أي مباراة وفي أي لعبة خاصة إذا كانت اللعبة هي الساحرة المجنونة كرة القدم فهي بالطبع مرة فوق ومرة تحت في أي نادى في العالم، يوجد أكثر من 20 لعبة والكرة واحدة من هذه اللعبات، معنى ذلك أن الحكم على أي نادى بنتائج فريق الكرة في الدوري ظلم إعلامي فادح، وإدارة الخطيب لها إنجازات عديدة وانتصرت في مطبات وتحديات صعبة في التمويل والتطوير والتحديث وصفقات اللاعبين، إضافة إلى رعاية المواهب والتربية والتأهيل ومنح الفرصة الحقيقية للعيون الخبيرة والمدربة على الفرز في كل قطاع، وهذا سر آخر من أسرار الأهلي وتفوقه في اللعبات الفردية والجماعية وهو ما ينعكس على المنتخبات المصرية ولا أريد أن أعدد الأسماء التي خرجت من مدرسة الأهلي في اليد والسلة والسباحة وألعاب القوى والفردية، وشرفت مصر والأهلي.
وبالطبع فإن أي نجاح لفرق الأندية في المحافل الدولية أو الأفريقية أو البطولات المحلية هو نجاح لمصر وانعكاس لنجاح الإدارة الرياضية والشبابية، وسياستها التي تحكمها قيم ومبادئ توسيع قاعدة المشاركة وتكافؤ الفرص للجميع، وهو ما استفاد منه النادي خلال عقود الإدارات السابقة، في الاحترام المتبادل بين الإدارة واللاعبين، وصناعة القرار، فالأمور التي تخص النادي تناقش داخل جدران النادي بوضوح وشفافية، ولكن بعد اتخاذ القرار بالأسلوب الديمقراطي المتحضر يصبح ملزما للجميع حتى الذين اعترضوا عليه.
دعواتي الطيبة للأهلي وإدارته وجماهيره، وتمنياتي بالفوز ببطولة العالم للأندية لنحقق انتصارا جديدا لكرة القدم المصرية.