طالب المشاركون في ندوة "القيم الدافعة للتقدم والبناء العام والخاص في الفكر الإسلامي" التي تقيمها رابطة الجامعات الإسلامية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 54 باستعادة القيم الأخلاقية في المجتمعات وإحياء القدوة السليمة الصحيحة وإعادة القيم داخل المدارس والجامعات.
جاء ذلك بحضور الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب الدكتور أسامة العبد ومقرر لجنة الإعلام بالرابطة الدكتور سامي الشريف وعضو لجنة اللغة العربية بالرابطة الدكتور صابر عبد الدايم.
وأكد الدكتور أسامة العبد أننا في أحوج الحاجة إلى القيم التي تظبط السلوك، والدين الإسلامي دائما ما يظبط سلوك الفرد من أجل أن يحمى حياة طيبة ومن أجل أن يتقدم المجتمع الذي يعيش فيه .
وقال "أسأل الله أن يحمي مصر من كل سوء ومن كل مكروه"، موضحا أن مصر عرفت الحضارة قبل أن يعرفها الجميع وتقدمت قبل أن يتقدمها أخد وأنا دائما نتقدم بكتاب الله وسنة رسول الله "ص" .
وأشار إلى أن الدين الإسلامي دين واقعي ودين تقدم وازدهار وصدق، لافتا إلى أن كل الشرائع السماوية تشترك في هذه القيم والمبادئ وهي الحب والإخلاص واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير.
وأضاف"نحن في دولة جديدة حديثة تريد أن تتقدم رغم ما لها من أعداء سواء داخليا أو خارجيا ولم يجعل هذا البلد أن يقوم بتقدم وازدهار إلا بالترابط بيننا والقيم السليمة الصادقة واتباع منهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملة الإنسان وجاره وزميله في العمل، وكل هذه الأشياء تدعونا إلى أن نغير القيم بين الأسر وفي المدارس والجامعات حتى نسمو ونرتقي".
من جانبه، أشار الدكتور سامي الشريف إلى سلبيات الشبكات العنكبوتية على القيم، موضحا أن للأسرة دورا كبيرا في توعية أبنائهم بمدى خطورة الشبكات الاجتماعية بعدم نشر أي معلومات تخصهم أو صور أو لعم، كما ينبغي للأسرة الرقابة الدائمة على الأبناء في التعامل مع الإنترنت وتحديد بعض الأوقات للجلوس مع الأبناء عند استخدامهم للإنترنت حتى يتمكنوا من معرفة ما يشاهده الأبناء من وقت لآخر.
وأوضح أنه ينبغي للأسرة ملء الفراغ الكبير عند الأبناء بالقراءة والاطلاع وتطوير مواهبهم وهواياتهم فيما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع أجمع، وطالب بتطبيق القيم الإسلامية وغرس القيم والأفكار لأن بناء الإنسان وأخلاقياته هو المكسب الحقيقي.
بدوره، قال الدكتور صابر عبد الدايم إن هناك مبادىء تمثل معالم الشخصية الثقافية في ظل الهوية الإسلامية، مشددا على أن هذه المعالم لا تعترف بأسوار وهمية كثيرة احتلت أذهان بعض الناس سواء من تعصب لدين أو لعشيرة أو قبيلة.
وأكد أنه لا فارق بين الناس، فالدين لله والوطن للجميع، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على هوية الوطن.
وذكر أنه من بين هذه المعالم هو التوازن الفكري ونبذ التعصب وأن هذا التوازن الفكري والسلوكي يجب على كل المؤسسات الثقافية والدينية أن تعمل على غرسه وتنميته.
وأوضح أن على الإنسان مهما كان دينه وعقيدته أن يرتبط بهذا الدين وتلك العقيدة وأن لا يعادي العقائد الأخرى ، لافتا إلى ضرورة أن يرتبط أيضا بالعصر الذي يعيش فيه .
ونوه بأنه من بين هذه المعالم هو الثبات، فالثبات أصل من أصول العقيدة الإسلامية ولا يعني الجمود أو التحجر بل يعني الحركة داخل إطار ثابت.
وأكد ضرورة أن يكون الإنسان متوازنا بين الدنيا والدين فلا غلو ولا تطرف كذلك لا تفريط وإنما توازن يعمل على عمارة الدين وغرس الخير للناس جميعا.