الأحد 12 مايو 2024

«دار المعارف» تعيد طبع مجلة الزهور.. يتصدر تقديمها والتعليق عليها دكتور محمد صابر عرب

مجلة الزهور

ثقافة4-2-2023 | 14:39

همت مصطفى

تسعد مؤسسة دار المعارف - رائدة الثقافة والتنوير في مصر والوطن العربي-  أن ثقل عقول قرائها بكل ما تقدمه من الثقافة والمعرفة في مختلف جميع العلوم، فقد دأبت على إحياء التراث الذي هو بمثابة باعث حقيقي على النهضة الأدبية الحديثة، التي تزداد يوما بعد يوم، وإعادة تقديمه للقراء لما فيه من فوائد جمة يجنبها القارئ في كل كلمة يطالعها.

وصدر عن مؤسسة دار المعارف طبعة جديدة فاخرة من مجلة الزهور (4 مجلدات)، يتصدر تقديمها، الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، مع إعداد فهرس بكل ما تم نشره عن كل عام، كاملا مرتبًا ترتيبا هجائيا، وهو جهد فائق، حفظ تراث هذه المجلة من الضياع، وتم طرح هذه المجلدات للبيع لجمهور القراء في كل الأقطار العربية، منذ صدورها في عام 1910. 

ما هي مجلة الزهور؟ 

صدرت مجلة (الزهور) - في الأول من مارس 1910م، واستمرت إلى عام 1913، من خلال اثنين من الأصدقاء وهما: أنطوان الجميل  وأمين تقي الدين، وكان أنطوان هو الأكثر خبرة ونشاطا، لذلك تولى هو المجلة؛ إصدارا وتحريرا، وكان في تلك الفترة عالم الأدب قد غصّ بالصحف والمجلات، ومع ذلك فقد أتيح لهذه المجلة أن تفسح مجالا واسعا وتحرز لنفسها مقاما ساميا؛ وذلك من خلال صفحاتها المتنوعة، لا فخرا ولا مباهاة، ولكن إقرارا بفضل مشاهير الأدباء الذين خصوها بكتاباتهم الرائقة.

وكان الهدف الأول لمجلة الزهور أن تكون صلة تعارف بين كتاب العرب في كل الأقطار، وذلك بنشر ما تجود به قرائحهم الوقادة من النفثات الرائقة، وفتح الميدان واسعا بوجههم؛ ليتباروا فيه في موضوعات مختلفة، والتباحث فيما بينهم. وبالإجمال تتوخى هذه المجلة كل ما له علاقة بالحركة الفكرية وما يهم الأدباء الاطلاع عليه، والعناية بنشر الثقافة الجادة والاهتمام باللغة العربية؛ أدبا وشعرا وفنا، ومتابعة كل الكتابات المهمة من كل الثقافات المختلفة، وترجمتها، والعناية بالتراث العربي، وكافة مجالات الثقافة والفنون.

 

أبواب المجلة

 

لقد تنوعت أبواب هذه المجلة في كل مجالات الثقافة وأصبحت (الزهور) محط أنظار القراء والأدباء، ومن هذه الأبواب:

1- (باب للمقالات) التي يكتبها مشاهير الكتاب فى موضوعات متنوعة.

2- (في رياض الشعر) ويُنشر تحت هذا العنوان عرائس القصائد التي تجود بها قرائح فحول شعرائنا.

3- (فى جنائن الغرب) تُنشر تباعا فى هذا الباب خير ما يؤخذ من آداب اليونان والرومان الفرنسيين والإنجليز والألمان والإيطاليين والروس وغيرهم من الغربيين قديما وحديثا، لأن ذلك يكسب لغتنا ثروة ثروة طائلة من المعانى الجديدة والمبانى الحديثة، وقد اعتمد هذا الباب على تعريب كل ذلك على يد فريق من الكتاب العارفين بهذا الفن

4- (فى حدائق العرب) ويُنشر فى هذا الباب صفحات مطوية من خير ما قاله الغابرون من كُتاب العرب، لإخراج كنوزنا المدفونة التى نحن فى أشد الحاجة إلى الانتفاع بها.

5- (أشواك وأزهار) وهو باب للانتقاد والملاحظات على الحوادث الجارية والتعليق عليها بقلم أديب متقن يريد أن يكتم اسمه.

6- (حديقة الأخبار) وفى هذا الباب حديث عن الحوادث، وخصوصا التى لها علاقة بحياة الكُتاب.

7- (باب خصوصي) وفيه درس لكل كتاب نفيس يظهر في عالم المطبوعات، درسا أدبيا على طريقة الأوربيين في نقد كتبهم أو البحث بحثا وافيا في حياة كاتب من أئمة الكتبة الأقدمين أو المحدثين.

8- (الروايات) لما كان الجمهور قد أصبح كثير الميل إلى الروحيات الخيالية المعروفة باسم (الرومان)، فقد اعتمد هذا الباب على اختيار نخبة من طرائف الروايات الأوروبية الشهيرة التى وصفها أشهر كُتاب الغرب، وتعريبها عن طريق من تُعرف فيهم الكفاءة اللازمة، ولكى تقترن اللذة بالفائدة الواجب استخراجها من كل مطالعة، لم نرض بتلك الروايات التافهة التى يضعها بعض تجار الكتب فى أيدى القراء.  

 

محررو المجلة

 

ولقد كانت الغاية الأولى من هذه المجلة إيجاد صلة التعارف بين كُتاب الأقطار، وتعريف عموم القراء بمشاهير كتبنا لما فى ذلك من الفوائد التى لا تخفى على أحد ولرغبة جمهور كبير فى معرفة وحفظ ما تجود به القرائح العربية، ولذلك لم يكن بالإمكان الاقتصار على فريق قليل من المحررين، فكتبنا إلى أكثرهم شهرة وسيطا فى مجال العلم والمعرفة والثقافة العامة، من مصر والشام وبغداد وتونس وطرابلس الغرب وأمريكا وغيرها من البلدان التى بزغ فيها كبار الكتاب، فورد منهم الجواب بالإيجاب، ومنهم؛ إبراهيم الحوراني، أحمد شوقي، أحمد محرم، إسماعيل صبري، إلياس فياض، أمين الريحاني، حافظ إبراهيم، إبراهيم شدودى، خليل مطران، أحمد حسن طباره، شبلي ملاط، داود بركات، مصطفى لطفي المنفلوطي، حفنى ناصف، أمين الريحانى، وولى الدين يكن، وغيرهم من مختلف الأقطار العربية والغربية.   

 

لعل (الزهور) هي أول مجلة يكون من بين محرريها عدد من السيدات اللاتي يمارسن الكتابة والتحرير في موضوعات تتعلق بدور المرأة في الحياة، وخصوصا في حقل التعليم، وراحت المجلة تنشر للأستاذة (هند إسكندر عمون) دراسة وافية عن (المرأة وواجباتها)، كما نشرت المجلة لكثيرات من النساء من بينهن (لبيبة هاشم) و(مي زيادة)، والعديد من القضايا التي تنوعت ما بين الشعر والأدب وقضايا المرأة والتعليم.

 

 

وحظيت المجلة باحترام قرائها وكتابها، وهو ما يفسر نجاح (الزهور) طوال فترة صدورها، وتنوع موضوعاتها واختيار المادة التحريرية بكل دقة وعناية ومتابعتها للحركة الثقافية والفكرية بكل عناية، ليس في مصر والشام فقط، وإنما في كل الدول الأوروبية.

يرحل المثقفون وتبقي أعمالهم تاريخا مسجلا دليلا علي ما قدموه لثقافتهم وأمتهم- رحم الله أنطون الجميل – لكن ستبقي (الزهور)، كتابا كبيرا تقرؤه الأجيال دليلا علي ما قدمه الرجل لوطنه وأمته بمحبة ووعي شديدين.

 

 

وأعتقد أننا في هذه الفترة المضطربة من تاريخ أمتنا العربية، ما أحوجنا إلي هذا الفيض من المعارف الإنسانية، التي تعد إحدي العلامات المضيئة في تاريخ ثقافتنا، لذا فإن ما تقدمه دار المعارف الآن، هو بمثابة استعادة لدورها الرائد في حقل الثقافة.

Dr.Radwa
Egypt Air