الجمعة 17 مايو 2024

أحمد مجاهد: أشعار صلاح جاهين تؤكد على "الوطن والهوية"

صلاح جاهين

ثقافة4-2-2023 | 14:54

أ ش أ

أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس قسم الدراما والنقد بكلية الآداب في جامعة عين شمس ورئيس الهيئة العامة للكتاب السابق أن صلاح جاهين كان طوال حياته يري ويؤكد في أعماله علي "حلم وطن" و"حلم هوية"، منوها باعتزازه خلال رئاسته للهيئة بطباعة الأعمال الكاملة لجاهين في سبعة أجزاء.

وقال مجاهد - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم /السبت/ - "إن جاهين يعد من أكبر شعراء العامية، وهذه وجهة نظر كثير من النقاد، فمثلا الدكتور لويس عوض يعتبره أكبر شاعر عامية على الاطلاق بل ويقدمه على فؤاد حداد، كما رأي أن شعر العامية يرتبط بثورات عظيمة ويري أن عمده اثنين هما: بيرم التونسي الذي ارتبط بثورة 1919 وصلاح جاهين الذي ارتبط بثورة 1952".

وأضاف أنه من هنا كان صلاح جاهين معبرا عن صوت الشعب بكل طبقاته وعن الحالة السياسية والمد القومي، لافتا إلى تعامل كثير من الشعراء مع الثورات بعقلهم، يؤيدوها أو يرفضوها، سواءً لاسباب سياسية موضوعية او انهم جزء من السلطة، انما نادرا جدا ما يتعامل احد مع ثورات الشعوب وآمالها بوصفها حالة انسانية أو مشاعر شخصية، وكان جاهين كذلك لم يكن ينتظر مكاسب من الثورة او أنضم لاي حزب سياسي طوال حياته، وانما كان يري حلم وطن وهوية وقومية عربية، ولذلك كُسر جاهين عقب 67.

ورأي مجاهد ان اختيار صلاح جاهين لشعر العامية هو اختيار سياسي متعلق بالانحياز للطبقات البسيطة، حيث كانت هناك نسبة أمية كبيرة فكان يريد ايصال افكار الثورة والقومية العربية الي هؤلاء البسطاء، مستشهدا في ذلك برباعية جاهين "دورت على ألفاظ كما سير المَكن تدور تروس وتقول دروس ببيان.. فلقيت عمنا ابن عروس وفي لهجته ألحان لكل زمان".

وتابع: ان قضية جاهين كانت الوصول للعامل والفلاح، حيث نجح في ذلك، كانت معظم أعماله تعمل على المضمون السياسي والقومي الا انه تميز ايضا بعدم المباشرة اطلاقا، حيث كانت كل قصائده رائعة وعالية الفنية والجودة والجرأة، ضاربا مثلا علي ذلك باستخدام جاهين كلمة التراكيب الجيولوجية في "ملس بخدك على التراكيب الجيولوجية، وألمس بيدك كرمشات الزمان، أحجار في هيئة ميه مغلية، معمولة هي ولا عفوية"، كما أبدع صورة جميلة للجبال في سيناء.

ووصف مجاهد اغاني جاهين الوطنية ب"العظيمة" حيث يأتي بتعبيرات صعبة وغير متصور أن تكتب، ولكنه كان يصيغها بشكل رائع، منوها بعمله بعد النكسة في عام 1967 على اسم مصر ، وهو شعار الدورة ال54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ومطلعها "على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء، بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب، وبحبها وهي مرميه جريحة حرب.. بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء، وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء، واسيبها وأطفش في درب وتبقي هي في درب وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب، والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب"، ويحكي فيها تاريخ مصر عبر الأجيال، مؤكدا أنها من الملاحم الخالدة التي لا يضاهيها شئ في شعر العامية.

وقال "إن كل ما قدمه جاهين في جانب ورباعياته في جانب أخر، مذكرا بمقولة صلاح جاهين لابنه بهاء إنه "لو ذكرني التاريخ فسيذكرني كشاعر ، واذا ذكرني كشاعر فسيذكرني بالرباعيات"".

وبين ان جاهين وصل بالرباعيات الي اعلي درجات الفلسفة، لافتا الي انه من الصعب التعبير عن الفلسفة، حيث انها افكار سامية للغاية بلغة عامية بسيطة جدا وفي مساحة عرُضية وضيقة للغاية، وهي الاربع أسطر ، الا ان جاهين كان موفقا ومبدعا للغاية مستشهدا برباعية "لا تجبر انسان ولا تخيّره يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره .. اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره". 

كنا استشهد ب"وجالك أوان ووقفت موقف وجود، يا تجود بده يا قلبي يا بده تجود، ما حد يقدر يبقي على شئ رغم إن كل شئ موجود.. عجبي".

يشار الى ان معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انطلق في 25 يناير الماضي وتختتم فعالياته يعد غدا الاثنين، نظم عددا كبيرا من الفاعليات احتفاء باختيار صلاح جاهين "شخصية المعرض"، كما تقام في وقت لاحق اليوم ندوة حول اغاني جاهين الوطنية، اتساقا مع شعار المعرض "على اسم مصر.. معا نفكر ونبدع"، وتأكيدًا على الهوية.