الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

الأهلي بين أهله

  • 5-2-2023 | 14:23
طباعة

هنا في المملكة المغربية وعلى أرضها تدور منافسات كأس العالم للأندية. 

هنا في المغرب يواصل النادي الأهلي مغامرته العالمية، رافعا لواء الكرة العربية والإفريقية إلى جانب الهلال السعودي بعد إقصاء الوداد الرياضي المغربي.

خلال المباراتين الأولى والثانية في إطار هذه المنافسة لم تقتصر مؤازرة الأهلي على أنصاره ممن قدموا من مصر العربية أو أبناء الجالية المصرية، بل حظي بدعم مغربي كبير.

الدعم ليس غريبا على المغاربة لأن ما يجمعنا وأهل مصر العربية كبير نشترك في الانتماء القاري والعربي، نشترك في كون بعض أبنائنا نصف دمائهم مغربي والنصف الآخر مصري.

نشترك الكثير واجتمع فينا الكثير مما تفرق في غيرنا. نستغل كل الفرص لنؤكد للعالم أن ما يجمعنا أكبر مما يفرق.

فالمغرب يضع مصر ضمن أولوياته والعكس صحيح، يحكي التاريخ بعض التفاصيل وقد يتجاهل بعضها، لكن الذاكرة الحية من الرباط إلى القاهرة ستبقى حية على الدوام.

في القرن الماضي امتزجت دماء الجنود المصريين والمغاربة في حرب أكتوبر أو حرب رمضان كما كنا نلقبها.

تلك الحرب التي كانت كما سماها الراحل أسامة أنور عكاشة لما زرته في بيته، من مظاهر العمل العربي المشترك. 

وأنا أتابع مبارتي الأهلي المصري ضد أوكلاند سيتي النيوزلندي وسياتل ساوندرز الأمريكي، شاهدت الدعم المغربي الكبير، واستعدت مع تلك المشاهد شريط توديع الجنود المغاربة قبر توجههم إلى مصر لدعم إخوانه هناك، وكلمات الأغاني القومية التي كانت تذاع آنذاك والتي يتردد صداها حتى الآن "باسم العروبة والإسلام والقدس وسيناء والجولان"، تذكرت الكثير مما عشته في تلك اللحظة.

عمدت إلى إيقاف الفلاش باك لأعود إلى عصرنا هذا لا شكر كرة القدم، وهي تستحق الشكر لأنها من المظاهر الذي تذكرنا في هذا الزمن الأغبر بأننا إخوة وأن ما يجمع بيننا أكبر بكثير مما يفرق.

بالأمس في مونديال قطر كان المصريون مغاربة واليوم في موندياليتو المغرب كل المغاربة مصريون.

تفاعل عفوي لا يخضع لا للحسابات ولا للإملاءات، هكذا ينبغي أن نكون دائما وأبدا.

شكرا للكرة لأنها تذكرنا بما ينبغي أن يكون في حياتنا.

الأهلي لا يعاني الاغتراب فهو مرحب به في بلده، وبين أهله، فعلا شكرا لكرة القدم.

 

رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية

 

الاكثر قراءة