الخميس 25 ابريل 2024

البالون الصيني وتأسيس فيسبوك

مقالات5-2-2023 | 15:16

تأسس في مثل هذه الأيام موقع التواصل فيسبوك الذي غير من شكل العلاقات الاجتماعية وذهب بما تأسست عليه من قواعد ليعيد تشكيل قواعد جديدة للتواصل بين البشر وتطور به الأمر إلى أن تحول إلى منصة تجسس واسعة الانتشار تجمع المعلومات وتحللها وتتنبأ بسلوك صاحبها وتهيئ له كل ما يمكن لإبقائه أسيرا لها.

ولعل بالون الصين الذي حولت الولايات المتحدة إلى أسطورة أخرى تدلل على رغبة الصين في تدميرها ومحوها من الكون استعدادا لشيطنتها وتبريرا لخطوات تصعيدية معها دون شك آتية وتحول البالون إلى مساحة مشابهة من مساحات فيسبوك التي تستخدم لتمرير المفاهيم وتغذية الصراعات وتكوين الرأي العام بالباطل.

ولعل الحالة في مصر دليل جديد على مدى خطورة هذه المساحات التي تخلط الحق والباطل وتقدم الكذب ملفوفا بغشاءات خداعة جذابة تخفي معالمه ليتبارى صانعو المحتوى المجهولين والذين لا نستطيع الحكم على صدقهم أو كذبهم لأننا وببساطة لا نعرفهم فهم مجرد حسابات وصور لا توفر أدنى شروط التدقيق والتحسب والمراجعة.

ولعل انتشار كذبة بيع قناة السويس الأخيرة دليل على انتشار ثقافة القطيع في تلقي المعلومة وإعادة بثها شريطة أن تكون مشفوعة بخلفية صادقة كطرح بعض الشركات في البورصة كي تنطلي الخدعة وتروج المعلومة ويسقط الضحايا الفكريون بوجبة مسمومة لا ينجو منها إلا من رحم ربي.

هذا الفيسبوك بات مسيطرا على العقول ولا أحد قادرا على ضبطه أو كف شره عن الناس فبات أداة مهمة لأعداء مصر لترويج أجنداتهم العكرة التي تمتلئ بالغل والحقد على حلمهم الساقط المتوهم قدرة على إسقاط مصر مجددا في دائرة الشك التي كانوا يستخدمونها كأداة توجيه للجموع يحركونها كيف يشاءون.

ولا أعرف هل هناك وحدة هدف في أن يكون مؤسس تلك المنصة مارك زوكربيرج ذلك اليهودي الذي ولد في نيويورك وبين الكيان الصهيوني الذي يتعبد إلى الله بالسيطرة على العالم وبالطبع كان لا بد من واجهة يتخفى وراءها مؤسسو تلك المنصة المعلوماتية التحليلية لسلوك البشر فتذكر الروايات حول استطاعت مارك إنشاء تلك المنصة أنه حين لاحظ والد مارك شغف ابنه للكمبيوتر، قام بجلب أستاذ خصوصي لمارك ليأتي مرة في الأسبوع لتعليم ابنه وتطوير موهبته حيث ينقل عن ذلك الشخص المجهول تاريخيا قوله "كان من الصعب البقاء مع هذا الطفل العبقري وتعليمه كونه منذ طفولته كان سباقاً دائما للأشياء التي أراد تلقينه إياها".

ما علينا.. فليس من المهم دوما البحث في البدايات بقدر أن البحث في النهايات فقد أصبح الفيس بوك أمرا واقعا في حياتنا لا نستطيع الفكاك منه حيث أحاط نفسه بسياج حرية الرأي والتعبير ذلك السلاح المضاد الذي يشهر في وجه كل خائف على هوية أو مرتاب من أجندات أو راغب في منع هذا التعلق الإدماني بذلك التطبيق الذي أصاب المجتمع وباتت أضراره أكثر من منافعه كالخمر.

لقد انطلقت فتنة بيع قناة السويس عبر فيسبوك وأخواته ليتلقفها الإخوانجية ومراكيب الأمريكان من نشطاء وحقوقيين الذين غرقوا في بئر الخيانة ويريدون أن يكون الجميع مثلهم عبر استعمال الملايين المضللين كمعاول هدم في تحرك غير محسوب يعيد عقارب الساعة إلى الوراء لكن ستفشل هذه المحاولات والمحاولات التي ستأتي بعدها فقد نسي هؤلاء أن نجاح ذلك الأسلوب قبل 25 يناير كان مبنيا على حالة من الجهالة كانت سائدة أم اليوم فإن حالة التواصل الدائم التي يبقيها الرئيس السيسي في حالة تفعيل نشط مع المصريين يتقاسم فيها معهم الحقائق والتحديات وسبل مواجهتها باتت قادرة اليوم على صد أي هجمات من نوعية بيع قناة السويس وغيره من أكاذيب لأن المصريين اليوم لم يعد يخفى عليهم أحد شيئا حيث تسير الدولة في عهدها مع المصريين في مسار تحوطه الشفافية المعلنة التي تزيد جدار الثقة الذي شيدته ثورة 30 يونيو صلابة وتماسكا ليكون قادرا على تلقي الضربات وامتصاص تداعياتها سريعا لتموت كل الشائعات في مهدها سريعا وتزداد بصيرة المصريين بالوجوه العابسة الخبيثة التي تطل عليهم من وقت لآخر.

Dr.Randa
Dr.Radwa