أشار الكاتب الصحفي حسن الزوّام، الذي سجل مذكرات الفنان فاروق فلوكس "الزمن وأنا" وصاغها إلى أن الفكرة مبعثها الفنان فلوكس، وأنه أراد كتابة مذكراته تحت اسم "فلوكسيات" منذ سنوات ومع تقدم العمر لم يكتبها، فنبهته ابنته المخرجة يسر فلوكس إلى ذلك واتفقت مع دار صفصافة للنشر ثم معي على كتابة المذكرات.
وأضاف "الزوام" في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" على هامش حفل توقيع كتاب الفنان فاروق فلوكس "الزمن وأنا" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال54: "استمتعت بتجربة حياة ثرية جدًا لشخص عاش كل أحداث مصر كلها، من 1937 وحتى الآن، وهنا نتحدث عن الفترة الملكية وقرب نهايتها، حيث الفنان فلوكس من مواليد 10 فبراير1937، ومن ثم عاصر نهاية الملكية وبداية الجمهورية والتحولات في النظام الاقتصادي من الرأسمالية للاشتراكية للانفتاح على المستويين السياسي والاجتماعي، والتحولات السياسية والاجتماعية التي صاحبت ذلك، فالكتاب يرصد ذلك من خلال رؤيته، وعلى المستوى الفني هو عاصر بدايات الفرق المسرحية الكبرى كلها، وفرقة الريحاني وفرقة يوسف وهبي، والفنانون المتحدون وغيرها".
وأكد أن جرعة الفن تمثل 30 في المائة من أحداث هذا الكتاب، فنحن أمام فنان ومثقف وقارئ جيد يملك مكتبة متميزة، يهوى اقتناء النوادر من الكتب والمجلات والوثائق وغيرها، وربما ذكر لك في حديثه أنه يمتلك أعداد مجلة الهلال منذ سنة 1946 حتى الآن ولم يفته عددًا واحدًا منها، لأن مجلة الهلال كانت هي وزارة الثقافة المصرية والعربية.. يكتب فيها أكبر القامات الأدبية والفكرية، فسبعون عامًا أو يزيد من قراءة فلوكس لمجلة الهلال والمواظفة على اقتنائها.. ومن امتلاك النسخ النادرة منها، حيث مكتبته تتسع لحوالي 40 ألف كتاب، ولديه معرفة وخبرة كونه عاصر أساتذة المسرح كفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وبديع خيري ومحمود شكوكو وتأثر بهم".
ومن حكايات الفنان فاروق فلوكس وفق الزوام قصة عن الفنان محمود شكوكو يقول: "كانت شخصية شكوكو التي حققت شهرة شعبية واسعة تنحت كتمثال خشبي يتهافت عليه عشاق مواويله ومونولجاته، حتى أن بائعي "الروبابيكيا" كانوا يقايضون تمثال شكوكو الخشب بزجاجة بيبسي، حيث كانت أزمة في الزجاج، وكان بائعو "الروبابيكيا" ينادون "شكوكو بزجاجة"، تأخد تمثال شكوكو وتعطيني الزجاجة. ومن حكاياته أيضا المقاومة الشعبية للمصريين ضد الاحتلال الإنجليزي، فهو يحكي لي قصة مثل هذه وعلى هذا النمط تطرقنا لسير شخصات كتيرة جدا في المجال الفني.
وخلُص الزوام إلى أن الكتاب ليس مجرد سيرة فنية لفنان ولكن سيرة لمصر على لسان فنان وأن ما تم إنجازه هو الجزء الأول من الكتاب، وهناك جزء ثان سيركز على الجانب الفني أكثر.
وأوضح أن الكتاب استغرق أربعة أشهر ونصف من التسجيلات الصوتية فقط، ثم جاءت فترة الصياغة والمراجعة.