لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة تواصلنا بشكل كبير وملموس، وبالرغم من أن سهولة الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر ميزة ، إلا أن العديد من الأشخاص يعانون من "إرهاق وسائل التواصل الاجتماعي" حيث يستغرقون في المحتوى المستمر لهذه المنصات لساعات طويلة .
ففي دراسة صينية جديدة نشرت في مجلة كومبيوتر إن هيومن بيهفوار، درست فيها العوامل التي تساهم في إرهاق وسائل التواصل الاجتماعي ، وجدت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح سائدًا بشكل متزايد خلال العقد الماضي، وبالرغم من كونه مفيدًا لحياة العديد من الأشخاص أثناء تكوين صداقات والحفاظ عليها ، والتفاعل مع المحتوى الذي يشعر بأنه وثيق الصلة شخصيًا بهم، إلا أنه من ناحية أخرى ، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي سامة ، مما يؤدي إلى الإدمان والتسلط عبر الإنترنت وانتهاكات الخصوصية. يمكن أن يكون الإرهاق من وسائل التواصل الاجتماعي ، مثله مثل الإرهاق في الساحات الأخرى ، ناتجًا عن الإفراط في الاستخدام.
وهدفت الدراسة إلى فهم العوامل التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر أو أقل عرضة للإرهاق على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث استخدم الباحث نان شنغ وزملاؤه بيانات من مشاركين في عام 2012 تم تجنيدهم من خلال شركة مسح في الصين، تراوحت أعمارهم بين 12 و 72 من الذكور والإناث، أجابوا علي أسئلة كثيرة تخص انتهاك الخصوصية ، والتسلط عبر الإنترنت ، والإرهاق العاطفي ، والتعب على وسائل التواصل الاجتماعي ، ومقدار الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي ، والمعلومات الاجتماعية الديموغرافية.
وأظهرت النتائج أن المعلومات الزائدة التي أخذها المشاركون من وسائل التواصل الاجتماعي أدت بهم إلى الإرهاق العاطفي بشكل متزايد، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للعوامل التكنولوجية التي تحدث على منصات الوسائط الاجتماعية ، مثل تحديثات البرامج أو العديد من الميزات المميزة لمواكبة ذلك ، تسريع عملية الإرهاق وتجعل المستخدمين يشعرون وكأنهم يتلقون معلومات أكثر مما يمكنهم استهلاكه.