الجمعة 17 مايو 2024

مصر بشبابها أقوى

21-8-2017 | 12:14

بقلم : د. رانيا يحيى

يعد المؤتمر المصرى الذى أقامته لجنة ثقافة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة مع أمانة المؤتمرات فى محافظة الأقصر تحت عنوان "دور الشباب فى الإصلاح الثقافى" الأول من نوعه فى وزارة الثقافة وامتداداً حقيقياً لمؤتمرات الشباب التى تعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودليلا لا يقبل الشك على توجه القيادة السياسية للاهتمام بالشباب منذ العام الماضى, هذا الاهتمام الذى استطاع أن يكسر الحاجز بينه بمختلف توجهاته وتطلعاته ومختلف قطاعات ومؤسسات الدولة, كما خلق ردود أفعال إيجابية من قبل شباب مصر الواعد.

أما مؤتمر الشباب فى الإصلاح الثقافى فكان تجربة فريدة من نوعها عشناها حية مع ما يقرب من مائتين وخمسين شاباً من مختلف أنحاء المحروسة، عروضوا خلاله رؤاهم الثقافية، وكان من أهم ما يميز المؤتمر التواصل البناء واتساع وجهات النظر وخلق حالة من الحوار الهادف، كما تطرقوا إلى العديد من القضايا الراهنة أبرزها المواجهة الثقافية لظاهرة العنف والتطرف، ودور الفن كقوى ناعمة فى محاربة الإرهاب، والتواصل الثقافى بين الأجيال، والثقافة وتكنولوجيا الإعلام والاتصالات، ودور الشباب فى حماية التراث الوطنى، هذا إلى جانب إقامة العديد من الموائد المستديرة فى التخصصات الفنية والثقافية المختلفة على مدار خمسة أيام تعايش الشباب خلالها ونحن معهم كأسرة واحدة رغم العدد الكبير سادت بيننا روح الود والحب، وقد تجلت نجاحات المؤتمر فى الاستفادة المتبادلة واكتساب الخبرات فى مجالات متعددة من خبراء لهم باع طويل فى عملهم العام والخاص ويحملون رؤى تكونت عبر سنوات طويلة، ورغم هذا إلا أن جلسات المؤتمر لم تجبر أى شاب على تقبل وجهات نظر أو فرض أسلوب معين للتفكير، بل كانت رحلة عطاء ورغبة داخلية من جميع المشاركين فى اتساع الأفق والغوص فى أغوار الشباب للبحث فيما يتعلق بحال الثقافة المصرية لوضع حلول جذرية من وجهات نظر شبابية متفتحة تعى قيمة هذا الوطن وتحدياته.

سعدت على المستوى الشخصى بتجربة أضافت إلى الكثير بالاستماع لشباب مصر فى الموائد المستديرة التى تتعلق بالموسيقى والغناء، ووضعت التوصيات المهمة التى أفرزتها هذه المحاورات والمناقشات المفتوحة دون سقف للحوار، حوارات تميزت بالشفافية والصراحة، لكن ما أحزننى حقيقة ضيق الأفق والنظرة المتراجعة التى تحدث عنها أبناء الصعيد للفنون المختلفة ورؤيتهم السلبية للشباب والفتيات ممن يلتحقون بالكليات الفنية وأقسامها المختلفة، وتمحورت تساؤلاتهم عن القيمة الحقيقية للفنون وتغيير نظرة المجتمع الخاطئة لترسيخ قيمة الفن والحق فى ممارسته، لذا أتمنى أن نبذل جميعاً كل الجهد لتغيير الثقافة المغلوطة التى قد تخلق عداء مجتمعيا وجحودا لدى الشخصية المصرية، فلن نتمكن من القضاء على التطرف والإرهاب والقوى الظلامية دون وعى وتنوير باستخدام الثقافة والفنون كسلاح ودرع واقيان فى مواجهة خفافيش الظلام.