فقدان الشهية دائمًا ما يصنف بأنه عرض لبعض الأمراض العضوية، ولكن قد يكون في ذاته مرض وهو ما يسمى بفقدان الشهية العصبي، وهو مرض نفسي يلجأ خلاله المريض إلى حرمان نفسه من الطعام خوفًا من زيادة الوزن، حيث يعتقد المصابين بهذا المرض أنهم بدناء حتى ولو كانوا نحفاء للغاية.

وبحسب ما تشير إليه التقارير فإن هذا المرض يشهد انتشار كبيرًا في الآونة الأخيرة وأنه يشكل أعلى معدلات وفاة، إذ يلقى خمسة من كل 100 مريض حتفهم بسبب هذا المرض.

في هذا السياق تقول الدكتورة صفاء عفت "أستاذ الصحة النفسية"، أن مرض فقدان الشهية العصبي من الأمراض التي كانت توصف بأنها نادرة، ولكنها شهدت انتشارًا في الآونة الأخيرة حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يصيب من 5 :10 أفراد من كل 100 ألف حول العالم.

 وأوضحت أن هذا المرض هو مرض نفسي حيث لا يكون المريض فاقد للشهية بل أنه يتعمد تجويع نفسه ما يعرضه لأخطار صحية متعددة، وذلك خوفًا من أن يزيد وزنه حيث يكون لديه هاجس بأنه ممتلئ وسمين، وغالبًا ما يكون وزنه مناسب وربما يكون نحيف مشيرة إلى أن النساء خاصة الفتيات في سن المراهقة يشكلن أعلى نسب الإصابة بهذا المرض.

وأضافت : مريض فقدان الشهية العصبي يعرض نفسه للعديد من الأخطار الصحية المتعددة والتي تتمثل في الإصابة بأمراض سوء التغذية كالأنيميا وفقر الدم وترقق العظام فضلاً عن مشكلات في وظائف القلب والكبد، خاصة في حال لجوء بعضهم للأدوية الملينة والمدرة للبول بهدف تفريغ الجسم من أي طعام.

وأشارت إلى علاج هذا المرض يعتمد بشكل رئيسي على إخضاع المريض للعلاج النفسي، بجانب العمل على تهيئة الأجواء الأسرية التي توفر له الاحتواء والدعم النفسي الذي يسهل أمر علاجه، حيث أن أغلب مرضى فقدان الشهية العصبي يعانون من مشكلات نفسية داخل الأسرة ويتخذ بعضهم من هذا المرض وسيلة لعقاب من حوله.