قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن مشروع مدينة سايلو فودز يكتسب أهمية كبرى في عدة محاور، أولها الأمن الغذائي، حيث يساهم في إنتاج منتجات الوجبة المدرسية للأطفال في المرحلة الابتدائية، وهو أمر مهم حيث توفر تلك الوجبة نحو 400 سعر حراري، بالإضافة إلى البروتين مما سيقلل من أمراض نقص التغذية والتقزم والأمراض المرتبطة بها.
وأوضح في تصريح، لبوابة "دار الهلال"، أن المحور الثاني لأهمية مدينة سايلو فودز هي تقليل الواردات من المنتجات والسلع الغذائية، فالمجمع ينتج نحو 120 منتجا من كل السلع الغذائية الأساسية، مما سيسهم في تقليل الورادات وبالتالي تخفيف العبء على الدولار، مضيفا أن المجمع عالي التكنولوجيا ويمكنه أنه يخترق الأسواق العالمية للمنافسة وفتح فرص التصدير للمنتجات المصنعة الغذائية.
وأكد التصنيع الغذائي في الوقت الحالي مهم للغاية؛ لأن مصر تصدر منتجات كثيرة من الخضروات والفواكه بصورتها الخام ورغم ما تحققه من عوائد إلا أن الأمر يمكن أن يعظم ويحقق عوائد أكبر في حالة التصنيع، من خلال توفير فرص عمل وزيادة التشغيل وزيادة الإنتاج المحلي، مشيرا إلى أن ربط القطاع الزراعي بالقطاع الصناعي أمر مهم، ويمكن للصناعات الغذائية تحقيق ذلك وأن تكون قاطرة للنمو.
وأشار إلى أن الصناعات الغذائية تقود القطاعات الأخرى، فالزراعة قطاع كبير يرتبط به نحو 50% من السكان وفي الوقت نفسه لا تتجاوز نسبة تصنيع المنتجات الزراعية 8% في كل الإنتاج الزراعي، سواء المحاصيل أو الإنتاج الحيواني، وهذه نسبة منخفضة للغاية مقارنة بدول مثل الهند والبرازيل وغيرها، فالتصنيع الغذائي سيرفع تلك النسبة ويقود التقدم في القطاع الزراعي نفسه ويخلق سوقا كبيرا بدلا من وجود فاقد بنسبة 30%.
ولفت إلى دخول مجمع سايلو فودز لموسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد تصنيع وتوزيع 600 وجبة مدرسية خلال عام، مؤكدا أنه يجب تكرار هذا النموذج من المدن الصناعية الغذائية لزيادة تصنيع أكبر قدر من الحاصلات الزراعية وخلق قيمة مضافة أكبر من التصدير الخام.
كما سيرفع نسبة التشغيل والعمالة وزيادة العائد من التصدير الخام، فطن العصائر أو مركزات العصائر قيمته أعلى بكثير من 10 أطنان من الموالح الخام.
وأكد أهمية تشجيع القطاع الخاص والشراكة مع الدولة وتكرار هذا المجمع في مناطق أخرى لأن الدول الصناعية تحقق طفرة بهذا النوع من المجمعات الصناعية الزراعية.