السبت 11 مايو 2024

كاتب بريطاني: بوتين يراهن على نفاد صبر الدول الغربية لكي يكسب حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

عرب وعالم11-2-2023 | 12:04

دار الهلال

أكد الكاتب البريطاني جوناثان فريلاند أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يراهن على نفاد صبر الدول الغربية لكي يكسب الحرب التي بدأت في أوكرانيا منذ قرابة العام بعد قيام موسكو بشن عملية عسكرية خاصة هناك في أواخر فبراير الماضي.

وأشار الكاتب ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ أنه في الوقت الذي يستعر فيه أوار الحرب بين القوات الأوكرانية والروسية، فإن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يدرك تماما أن هناك بعض الأطراف الأوروبية تسعى للتنصل من التزاماتها تجاه بلاده من أجل تعزيز قدرة القوات الأوكرانية على مواجهة الآلة العسكرية الروسية في تلك الحرب الضروس.

ويضيف الكاتب أنه من هذا المنطلق قام الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي بجولة أوروبية شملت بريطانيا وفرنسا وبلجيكا في محاولة لشحذ همم القيادات الأوروبية ليس فقط لضمان استمرار المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا ولكن أيضا لضمان عدم تخليهم عن بلاده وهي تخوض حرب ضارية من أجل البقاء خاصة وأن الحرب على وشك أن تدخل عامها الثاني بعد عدة أيام.

ويردف الكاتب أن الطلب الذي ألح عليه الرئيس الأوكراني خلال جولته الأوروبية هو توفير طائرات حربية لبلاده لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية التي تخوض حربا شرسة مع الجانب الروسي على امتداد خطوط مواجهة تصل إلى ما يقرب من 1,500 كيلومتر.

وأضاف جوناثان فريلاند أنه في ظل تلك الأوضاع هناك بعض الأصوات الغربية، والتي يأتي على رأسها وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر، التي تدعو إلى إنهاء الحرب من خلال مفاوضات سلمية، موضحا أن تلك الدعوات التي قد تبدو نبيلة في ظاهرها وتحمل معاني إنسانية راقية للحفاظ على أرواح البشر ما هي إلا دعوات خالية من المنطق.

ويوضح الكاتب أن الظروف التي يجب توافرها من أجل أن تؤتي تلك الدعوات ثمارها المرجوة غير متوافرة في الوقت الراهن ولا تسمح بانخراط طرفي الصراع في مباحثات سلمية حتى تضع تلك الحرب أوزارها حيث إن كل من أوكرانيا وروسيا ليس لديهم الاستعداد من أجل الخوض في مغامرات سياسية من أجل تحقيق السلام.

ويسلط الكاتب الضوء في هذا السياق على تقديرات الخبير الاستراتيجي جوناثان باول الذي يرى أنه من أجل البدء في عملية مباحثات لإنهاء الصراع الحالي يجب أن تصل الأوضاع في أرض المعركة لحالة من الجمود بحيث يكون المخرج الوحيد من هذا المأزق هو الانخراط في مباحثات سلام، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هذا الشرط غير متوفر في الوقت الحالي حيث إن كل من الطرفين يحدوه الأمل في تحقيق مكاسب عسكرية.

ويعبر الكاتب عن اعتقاده أنه مما يزيد الأمر تعقيدا هو طريقة تفكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه والذي قد يرى أن أية محاولات من جانب الغرب من أجل تهدئة الموقف في أوكرانيا تمثل مؤشر ضعف يجب استغلاله وهو ما سوف يشجعه لممارسة المزيد من الضغوط من أجل إحراز المزيد من المكاسب العسكرية، كما أنه إذا حاولت الدول الغربية تصعيد الصراع فسوف يقوم بوتين في المقابل بالتصعيد من جانبه في محاولة لإظهار مدى صلابته في مواجهة الدول الغربية.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أن مستقبل قارة أوروبا بأسرها متوقف على مدى صلابة الدول الأوروبية في مواجهة الرئيس بوتين الذي يرى أنه الأقوى وأنه صاحب النفس الأطول في ذلك الصراع المرير.

Dr.Radwa
Egypt Air