أكد المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب أن الدولة المصرية وضعت مسألة الأمن الغذائي نصب أعينها كأولوية قصوى، حيث ارتكزت استراتيجية مصر في مجال الأمن الغذائي على توفير مخزون آمن من السلع الغذائية الأساسية، لضمان عدم تأثرها بالاضطرابات العالمية، وتشجيع الإنتاج المحلي، منوهاً في هذا الصدد بمشروع الدلتا الجديد، التي وصلت المساحة المهيئة للزارعة فيه إلى 568 ألف فدن، منها 200 ألف فدان تم زراعتها بالفعل.

جاء ذلك في كلمة المستشار حنفي جبالي في افتتاح المؤتمر الخامس لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي ينظمه البرلمان العربي اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية ويعرض فيه وثيقة حول مشكلة الأمن الغذائي العربي بعنوان "رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي".

وقال رئيس مجلس النواب إنه بالتوازي مع جهود الدول المصرية في توفير واردات الغذاء من الأسواق العالمية والعمل على الوقاية من الاضطرابات العالمية، فقد شجع الإنتاج المحلي وقدمت حوافز لتشجيع لمزارعين المحليين لإنتاج أكبر كمية ممكنة من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية خاصة القمح، إضافة لمشروعات التوسع الزراعي العملاقة مثل مشروع الدلتا الجديد، الذي، وصلت المساحة المهيئة للزارعة فيه إلى 568 ألف فدن، منها 200 ألف فدان تم زراعتها.

وأضاف "كما تم إطلاق مشروع الصوب الزراعية على مساحة 100 ألف فدان الذي يعد أكبر إنتاج للصوب الزراعية في الشرق الأوسط، وذلك من أجل تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستيراد، وعدم تعريض الأمن الغذائي المصري للتقلبات العالمية ".

 

وقال "لقد انعكست تلك الإجراءات على الأمن الغذائي للمصري وهو ما ظهر في تحسن وضع مصر في مؤشر الأمن الغذائي العالمي".

وأشار إلى أن هذا المؤتمر يتزامن مع موجات عنيفة تضرب الأمن الغذائي العالمي، فلم يكد العالم يخرج من فيروس كوفيد، حتى وجد نفسه أمام الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت سلاسل الإمدادات والتوريد، مما أدى إلى تأثر إمدادات الغذاء وارتفاع التضخم على دول العالم، وتنعكس على الدول العربية خاصة تلك التي تواجه أوضاعاً سياسية غير مستقرة.

كما أشار إلى أن منظومة الأمن الغذائي العربي تقع بين سندان أوضاع داخلية وإقليمية غير مستقرة، ومطرقة أزمات دولية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مما يؤدي إلى أزمة شديدة الوطأة مصحوبة بانعدام حاد للأمن الغذائي العربي خاصة في مناطق وبؤر التوتر والأزمات بالمنطقة العربية.

ولفت إلى أن الدول العربية تواجه كذلك أزمة شح مائي شديدة الخطورة، فضلاً عن وجود منابع المياه في الدول العربية في دول غير عربية، ولعل أزمتا مصر والسودان مع سد النهضة في إثيوبيا، تشكل ناقوس خطر في هذا الشأن.

وشدد المستشار حنفي جبالي على أن الأمن الغذائي العربي سيواجه تحدياً كبيراً إن لم نوحد جهودنا، وقال إن حساسية المرحلة الراهنة تفرض علينا أن نتحلى بالمسؤولية لتوحيد جهود أقطارنا العربية لتحقيق أمن غذائي عربي مستدام، لإنقاذ شعبونا من مصير مؤسف إذا تقاعسنا عن أداء الأمانة التي حُملنا بها.

وتوجه رئيس مجلس النواب - خلال كلمته - بخالص العزاء للشعب السوري العربي الشقيق، في ضحايا الزلزال المدمر، وقال إن هذا المصاب الأليم هو مصابنا جميعاً، ونسأل أن يمن الله على المصابين بالشفاء. 

كما توجه رئيس مجلس النواب، بخالص العزاء أيضا للشعب التركي على الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال، متمنيا للمصابين بالشفاء.