السبت 21 سبتمبر 2024

يوم مماتي!

23-8-2017 | 13:34

كتبت : مروة لطفى

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]    

أخشى الرجال..نعم.. أخشاهم بل وأراهم وحوشا مفترسة تريد الفتك بي.. فأنا فتاة أبلغ21عاما.. من أسرة متوسطة الحال، فوالدي موظف بجهة حكومية وأمي ربة منزل..عشت حياة هادئة منغلقة مع أخواتي البنات.. فلم أكن أعرف سوى الاستذكار والضحك مع عائلتي وصديقاتي.. على هذا المنوال مضت حياتي منذ طفولتي وحتى وصلت لسن السادسة عشر.. يا الله، ما زالت تفاصيل هذا اليوم لا تفارق مخيلتي ليل نهار.. يوم عيد ميلادي أو بمعنى أدق مماتي!،..استيقظت فرحة وكلي أمل ورجاء في الغد عله يأتيني بقصة حب مماثلة لحكاوي زميلاتي بالمدرسة.

ارتديت أحلى ما عندي ونزلت إلى منطقة المهندسين كي أقابل صديقاتي أمام إحدى الكافيهات كي نحتفل معاً.. وصلت قبل المعاد فقررت الفرجة على محلات الملابس المحيطة وليتني ما فعلت.. فجأة وبدون مقدمات حدث هرج ومرج في الشارع.. لأجد نفسي محاطة بمجموعة من الشباب والأطفال الذين لا تزيد أعمار بعضهم عن العاشرة في محاولة جماعية للتحرش بي، والأعجب أن ما حدث كان على مرأى ومسمع المارة ولم يتحرك منهم سوى رجل كاد يفقد حياته أثناء إنقاذي!.. هكذاانتهى يوم ميلادي بكارثة أنهت حياتي.. فليس شرطا أن يكون الموت في خروج الروح من الجسد بل الأسوأ أن يبقى النفسبعدما ماتت صاحبته وهيعلى قيد الحياة.. فقد عدت لمنزليبقلب متهالك ولسان لا يجرؤ على البوح بما أصابه فكل ما نطقت به أمام أسرتي " سيارة صدمتني وأوقعتني في عرض الشارع ما أدى لبهدلتي".. ونفس الرواية قولتها لصديقاتي اللاتي كان من المفترض أن ألقاهم..ومن وقتها وحتى يومنا هذا وأنا أكره هؤلاء الكائنات الذين يطلق عليهم رجال حتى أن الكل يراني معقدة ولا أعرف ماذا أفعل في نفسي ولا كيف أتعامل معهم؟!.

د . أ "المنيب"

 

أدرك تماماً حجم المأساة التي تعرضتِ إليها ودفعتك لخشية الرجال،لكن دعيني أسألك.. أليس من أنقذك من هؤلاء الوحوش الآدمية رجلا على حد روايتك؟!.. أي أن هناك رجالا يتسمون بالنخوة والشهامة وليس جميعهم بهذا السوء.. عليكِ تحكيم عقلك ولا مانع من الاستعانة بأخصائي نفسي حال عدم استطاعتك تخطي أزمتك..وتذكري أنكِ لست الضحية الوحيدة لمثل هذه الحوادث الإجرامية الخسيسة فغيرك كثيرات لكنهن نجحن بقوة شخصيتهن وإرادتهن في تضميد جراحهن بل وبعضهن ثأرن لأنفسهن من الجناة وبمنتهى الشجاعة بلغن عنهم.. باختصار قوي نفسك وتخلصي من معاناتك.