شر حوله الحب لخير انتقام صار أمان وحماية غداً عيد الحب من منا لم يسمع عن كيوبيد أله الحب وهو ابن الآلهة أفروديت فينوس إلهة الحب والجمال عند الرومان أنجبته من ميركوري أو مارس إله الحرب والزراعة.
يُمثَّل كيوبيد في الآثار الفنيَّة غالبًا على شكل صبي صغير بجناحين وعينين معصوبتين، ويحمل قوسًا ونشاناً كانت أمه أفروديت شديدة الجمال وكان الناس يعبدونه ويقدسونه حتي ولدت ابنة الملك التي تدعى "باسيكي".
وكبرت وفاق جمالها أفروديت مما جعلها اشعر بالإهانة والغيرة لأن باسيكي صارت شابة جميلة فهوى الناس إليها وخفقت قلوبهم بحبها كانت عيناها جميلة تغرق من ينظر إليهما في حبها وكان غموض جمالها هو ما يجذب الناس إليها فقد افتتن الناس بها وانصرفوا إليها ولعبادتها عن كل ربات الجمال.
وهنا دبرت "أفروديت" آلهة الحب والجمال مخططاً ودعت ابنها إليها وقامت بإثارة العداوة في قلبه و وضحت له ما سيحصل له و لأمه اذا ما انصرف الناس عن عبادة هذه المخلوقة وقالت له: "أيرضيك يا بني أن نكون أنا و أنت من آلهة الأولمب ولا يكون لنا أي من العباد المخلصين؟، أيرضيك أن يتغامز بي الآلهة كلما مررت بهم؟، فيقولون ها هي أفروديت التي أذلت كبريائها و صرفت الناس عن عبادتها امرأة من البشر؟، اذهب يا بني وتربص بها واصب قلبها بسهم يقضي عليها اعد الخطة كيوبيد، واقتحم غرفتها في قصرها بنجاح وتقدم نحوها ليقتلها فوجدها نائمةً ورأسها الصغير نام مستسلمًا لأحلام الشباب الحلوة ثم تسلل من النافذة شعاع من ضوء القمر، وكأنه رسالة من "ديانا" آلهة القمر تقول له فيها: "مكانك ي كيوبيد! ماذا فعل لك جمال تلك الفتاة لتقتله؟! افتح لها قلبك يا كيوبيد فإنك لن تجد من ربات الأولمب من تخلص لك الحب كما ستفعل تلك الفتاة فخطي كيوبيد خطوتين للوراء ونظر في وجه "باسيكي" وإلى شعرها الذى انسدل بجانب رأسها وأصابه ضوء القمر فجعله أكثر جمالًا و بهاءً، فتراجع كيوبيد وهو مشتت الذهن وموزع الفكر لا يعلم ما الذى حل به فأمسك السهم الذي كان سيصيب به الفتاة ليرجعه لحقيبته.
وشاء القدر أن يخدشه سهم ذهبي من سهامه و هو يفعل ذلك فأصابه عشق "باسيكي" فنظر اليها بحب وقبلها ثم عاد للأولمب غير مباليًا بغضب وسخط أمه “أفروديت”، وانقضى الليل وأتى الصباح فذهبت "أفروديت" لتستمع للبكاء على “باسيكي” التى كانت تظن أن ابنها كيوبيد قتلها، ولكنها بدلًا من ذلك وجدت باسيكي تمرح فى حدائق القصر، و حوريات الماء حوالها يداعبنها ويتمازحن معها، فغضبت آلهة الجمال و الحب "أفروديت" غضبًا شديدًا و أقسمت أنها ستجعل كل مباهج الحياة ظلامًا فى أعين تلك الفتاة فسلطت عليها الأشباح لتقوم بإخافتها ، وجعلت الخفافيش السوداء تهاجمها، وسخرت عليها الرياح الحارة لتصهر روحها، فخافت "باسيكي" المسكينة و هربت لداخل القصر و هى تصرخ، ولا يفهم أحد سبب صراخها وذعرها
وظلت هكذا إلي أن ذهبت للجبل لكي تنتحر لعلها تستريح مما بها، فرآها كيوبيد وهي تقف على حافة الجبل وتنظر للدنيا نظرة مودعة وتهم بالقفز من على الجبل، ولكن كيوبيد قد شعر بما ستفعله حبيبته فقال لـ"زفيروس" إله الرياح أن يتلقاها بيديه و ألا يجعلها تموت في النهر و أن يقوم بنقلها للجزيرة المجاورة فوافق "زفيروس".
وأنقذ "باسيكي"، وهي بدورها قد تفاجئت عندما وجدت طيفًا يبرز من الماء فجأة ويقوم بالتقاطها و يمشي فوق النهر ليضعها فوق الجزيرة وظلت الأحداث تتفاقم والحروب تزداد حولهم إلي أن وصلت لخطف روحها أو في يوم من الأيام كان كيوبيد يتجول في الأرجاء فوجد حبيبته فهزم الوحش الذي خطف روح باسيكي، وقام بإنقاذها وأعلنها كزوجة مباركة له، وها نحن اليوم ساعات تفصلنا عن احتفال العالم أجمع بيوم الحب ولكن من منا يعرف الحب لو سألتني ما هو الحب لوصفت لك كيف تتحول حياة شخص باتصال برسالة بكلمة واحدة فقط من شخص معين من العدم إلى الوجود، من التعب إلى العافية، كيف يعيد له رئتيه وملامحه وضحكته وشعوره بالرغبة في الحياة دافعا للاستمرار ومواجهة التحديات حافزاً ملئ بالحيوية والطاقة مزيج من الأمن للمرأة فهو لها أب وأخ وزوج صديق وحبيب وحياة وهي له ملجأ وسكن وأمان .
أن الإنسان قادر بشكل تلقائي أن يتحكم بمزاجه سواء سلباً أو إيجاباً لكن يختلف الأمر حين يقع الإنسان في الحب فيصبح أكثر ثقة بنفسه أكثر إقبالا وحباً للحياة وهو ما يتعارض مع الفكر السائد لدى كثيرين بأن الحب يعطل الإنسان ويفقده المحفزات علي النقيض تماماً أن الشخص حين يحب تزداد ثقته بنفسه وبإنجازاته خاصه عند الثناء عليه تساعده حاله أن هناك من يهتم لأمره ويفضله عن العالم علي أنجاز أشياء لم تكن يوماً بحسبانه.
أن الحالة التي يصنعها الحب للإنسان يمكنها تحويل الشر لخير الحزن لسعادة الفشل لنجاح والضعف لقوة فكما يقال الحب يصنع المعجزات تلك حقيقة ولا يمكن إنكارها ولكن يتوقف الأمر على من نحب ومقدار ملائمته لنا ويتوقف الآمر هنا علي الاختيار وأنت من تحدد جنه أم نار تلك الدنيا لا تسوي جناح بعوضة فأما حب وسعادة أو كره وشقاء وأنت من تحدد.