أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة حذرت أوكرانيا من أنها سوف تواجه أوقاتا عصيبة في المرحلة المقبلة من الحرب المشتعلة مع القوات الروسية في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو منذ قرابة العام.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفية ياسمين أبو طالب والصحفي جون هادسون، أن المخاوف بدأت تنتاب البيت الأبيض بشأن صعوبة تسليم المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا، موضحا أنه مع دنو الذكرى الأولى للحرب في أوكرانيا والتي تصادف الرابع والعشرين من فبراير فقد قام مسؤولون في الإدارة الأمريكية بإبلاغ القادة الأوكرانيين أنهم سوف يواجهون فترات عصيبة في الصراع المسلح الحالي مع القوات الروسية وأنه يجب عليهم إحراز مكاسب عسكرية في ساحة القتال على ضوء تدفق الأسلحة والعتاد العسكري من الولايات المتحدة وحلفائها إلى أوكرانيا.
ويضيف المقال أنه على الرغم من الوعود التي تلقتها أوكرانيا من واشنطن بشأن تقديم كل الدعم اللازم لها مهما كلفها الأمر، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يرون أن كمية المساعدات التي قدمتها أمريكا وحلفاؤها لأوكرانيا منذ بداية ذلك الصراع الدامي كافية لكي تتمكن القوات الأوكرانية من تغيير مسار القتال لصالحها على أرض المعركة.
وفي القوت نفسه يشير المقال إلى موقف حزب المحافظين صاحب الأغلبية الحالية في مجلس النواب الأمريكي والذين أعلنوا عزمهم تقليص المساعدات العسكرية لأوكرانيا في المرحلة المقبلة في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد نوايا الدول الأوروبية فيما يخص تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا.
ويشير المقال إلى تصريحات أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية التي يقول فيها إن واشنطن سوف تخبر القادة في أوكرانيا أنه ليس من المعقول ولا من المقبول أن تقوم أمريكا بتحمل كل المسؤوليات نيابة عن أوكرانيا، موضحا في نفس الوقت أنه من الآن فصاعدا سوف يكون من العسير على الإدارة الأمريكية الحصول على موافقة الكونجرس بتقديم نفس المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا كما كان الحال في السابق. ويلفت المقال إلى أن الحرب في أوكرانيا شهدت على مدار الشهور القليلة الماضية ما يمكن وصفه بحالة من الجمود في ظل تعثر كلا الجانبين في السيطرة على الموقف في ساحة القتال من خلال تحقيق مكاسب عسكرية واضحة.
ويرى المسؤولون في إدارة الرئيس بايدن، كما يشير المقال، أن الحرب هناك سوف تصل إلى نقطة الحسم خلال فصل الربيع القادم حين تقوم القوات الروسية، كما هو متوقع بشن هجمات واسعة النطاق، بينما تقوم القوات الأوكرانية بدورها بشن هجمات مضادة لاسترداد الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية.
ويضيف المقال أنه في ظل أهمية تلك الفترة الحاسمة بالنسبة للإدارة الأمريكية فسوف تتوجه نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس إلى ألمانيا خلال الأسبوع الجاري للمشاركة في قمة حول الشؤون الأمنية، بينما يقوم الرئيس بايدن بزيارة لبولندا خلال الأسبوع القادم لعقد مباحثات هناك مع حلول الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويشير المقال إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى في نفس الوقت إلى توفير المزيد من الدعم لأوكرانيا من خلال الحصول على موافقة الكونجرس على حزمة مساعدات جديدة تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار، فضلا عن مساعدات عسكرية أخرى من المتوقع الإعلان عنها الأسبوع القادم إلى جانب فرض المزيد من العقوبات على موسكو.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات الخبراء العسكريين الذين يرون أن الموقف الحالي بشأن الحرب في أوكرانيا مازال ملتبسا وغير واضح المعالم بحيث لا يمكن التنبؤ كيف ستنتهي تلك الحرب وما إذا كانت ستدور رحاها لفترات طويلة أم تضع أوزارها من خلال تسوية سلمية