أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القتال يحتدم في الوقت الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية حول مدينة باخموت الاستراتيجية بعد أن قام الجانب الأوكراني بقصف أحد الجسور بالمدينة في الوقت الذي يقوم فيه الجانب الروسي بتكثيف هجماته من أجل تطويق القوات الأوكرانية وبسط سيطرته على المدينة.
وأضاف المقال، الذي كتبته الصحفية إزوبيل كوشيو، أن قصف القوات الأوكرانية للجسر قد يعتبر مؤشرا على تأهب الجانب الأوكراني للانسحاب من المدنية وهو ما يمنح القوات الروسية دعما معنويا مهما ولاسيما مع حلول الذكرى الأولى للحرب في الرابع والعشرين من فبراير، إلا أن القوات الأوكرانية تنفي اعتزامها الانسحاب من المدنية على الرغم من اشتعال الصراع هناك على مدار الستة أشهر الماضية.
وتقول الكاتبة إنه أصبح من الواضح أن الكرملين يسعى لتكثيف هجماته إلى أقصى حد ممكن من أجل السيطرة على باخموت قبل حلول الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية هناك خلال الأيام القليلة المقبلة في الوقت الذي تعلن فيه أوكرانيا وحلفاؤها أن الجانب الروسي يستعد حاليا لعملية واسعة النطاق في محاولة لبسط سيطرته على المزيد من الأراضي قبل وصول الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لكييف خلال فصل الربيع القادم.
ويلقي المقال الضوء على تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ينس ستولتنبرج والتي يقول فيها يبدو أن جميع الأطراف في سباق مع الزمن من أجل توفير العتاد اللازم خلال المرحلة القادمة من الصراع.
ويبرز المقال كذلك تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أمس الثلاثاء والتي وصف فيها الموقف على خطوط المواجهة بأنه غاية في الصعوبة ولاسيما في مناطق دونتيسك ولوجانسك.
وتقول الكاتبة إن تحقيق روسيا لانتصار عسكري في الوقت الحالي في مدينة باخموت سوف يمنح القوات الروسية دفعة معنوية كبيرة بعد شهور طويلة من جمود الموقف في ساحة القتال، مشيرة في نفس الوقت إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جون كيربي التي أكد فيها أن القوات الروسية تمكنت بالفعل من تحقيق تقدم ملموس خلال اليومين الماضيين حول مدينة باخموت.
وتوضح الكاتبة أن القوات الروسية تسيطر في الوقت الحالي على العديد من المناطق في جنوب وشمال المدينة وتسعى للتغلب على القوات الأوكرانية من خلال الدفع بأعداد ضخمة من الجنود الروس إلى خطوط المواجهة.
وتلفت الكاتبة إلى أن الصراع بين الطرفين حول مدينة باخموت الاستراتيجية بدأ منذ يونيو الماضي واستمر حتى الوقت الحالي في واحدة من أشرس وأعنف المعارك التي دارت بين الطرفين منذ بداية الحرب في فبراير من العام الماضي حيث أدت تلك المعارك إلى سقوط الآلاف من الجنود الأوكرانيين.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى تصريحات ستولتنبرج التي أكد فيها أهمية توفير الدول الغربية الدعم اللازم لأوكرانيا في ظل احتدام الصراع مع القوات الروسية وعلى ضوء غياب أي أفق من أجل التوصل لتسوية سلمية لذلك الصراع الدامي.