من يذهب إلى سوق الأجهزة الطبية ومستلزمات العيادات والمستشفيات والأجهزة التعويضية بشارع قصر العيني؛ سيجد ركودًا في حركة البيع والشراء؛ نتيجة غلاء الأسعار بشكل جنوني، الأمر الذي أصاب المنطقة بالشلل التام.

 

يقول رامي على صاحب إحدى شركات الأجهزة الطبية بمنطقة المواردي: "الركود والكساد أصاب محلاتنا بعد ارتفاع الدولار وهو ما جعل السعر يتضاعف ثلاث وأربع مرات، فبعد أن كان الزبون يضع مبلغًا معينًا لشراء عدة أجهزه أصبح هذا المبلغ لا يكفي لشراء جهاز واحد".

 

وأضاف رامي، "كل منتجاتي مصرية ويختلف الإقبال على المصري أو المستورد حسب المنتج؛ لأن معظم الأجهزة مفيش منها مصري، ومفيش قدامه بديل غير المستورد، وتحديد الأسعار داخل السوق في يد صاحب كل محل من المحلات الموجودة و لكن بنسب محدودة، وهناك أملا في انخفاض الأسعار وعودة حركة البيع و الشراء لأوج ازدهارها بعد أن شهد الجنيه المصري ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار في الآونة الأخيرة .

 

ورغم اتفاق سيد غنيم مالك أحد محلات الأجهزة الطبية المتخصصة في تجهيز عيادات الأسنان مع رامي في ركود البيع والشراء في سوق الأجهزة الطبية، إلا أنه اعترف بأنه يتعامل في الأجهزة المستوردة؛ لعدم ثقته في الصناعة المصرية.

 

حركة البيع و الشراء لا تتم بيسر فبعد أن يجمع الزبون معلومات عن المنتج وسعره من أكثر من محل، يقوم بالاتجاه لأكثر المحلات انخفاضًا في الأسعار ولكن يغلب عليه أيضًا عدم الرضا بالسعر، لكن (ما باليد حيلة)، قالها محمود حمدين أحد زبائن قصر العيني، وأبدى اعتراضه على غلاء الأسعار "المهول" على حد وصفه، وأضاف "اللي بيحصل ده حرام، في ناس كتير متقدرش تشتري بالأسعار دي والحكومة لازم تلاقي حل"

 

كما قال محمد سعيد محاسب بإحدى شركات التجهيزات الطبية: بعد أن كنا متخصصين في بيع الأجهزة الخاصة بالنوادي الصحية، والجيم، ومع ارتفاع الأسعار بشكل كبير اضطررنا لتغيير النشاط و بيع الأجهزة الطبية خفيفة الوزن وصغيرة الحجم, وبعد تعويم الجنيه، وارتفاع الدولار قل إقبال الناس على الشراء بنسبة 60%، وهناك على الأقل 7 محلات أغلقت بسبب غلاء الأسعار.

 

من ناحيته قال الدكتور شريف عبد الوهاب طبيب أنف وأذن وحنجرة في هيئة المستشفيات التعليمية: مثلما تأثرت حياتنا بارتفاع الدولار وتعويم الجنيه تأثر أيضًا سوق الأجهزة الطبية فأصبح يعاني من ارتفاع الأسعار بحيث ارتفع ثمن أحد الأجهزة من 1000 جنيه إلى 4000 جنيه في أقل من شهر، وهو ما تقدر عليه المستشفيات الخاصة .