السبت 25 مايو 2024

مسجد على باشا شعراوي: تاريخ تحت عجلات ميكروباص!

23-8-2017 | 17:43

سلمى حسن

تعد الآثارالإسلامية ذات طابع مميز.وفريد بين آثار مصر والعالم  ، حيث تتميز بالدقة فى التصميم وروعة الزخارف الخاصة بها. وللمفارقة العجيبة، نُلقي هنا الضوء على أحد مساجد المنيا الأثرية (مسجد على باشا شعراوي) والذي يعد من أهم مساجد محافظة المنيا وقد تحول إلى موقف ميكروباص. موقع حضاري يتعرض للإهمال رغم نداءات الناس للمسئولين.

يقع المسجد بحى غرب مدينة المنيا على طريق مصر أسيوط الزراعى ، أنشأه على باشا شعراوي الذى ولد عام 1849، وقد أصبح على باشا عضواً فى مجلس النواب الذى أطلق عليه برلمان عرابى سنة 1881، وكانت زوجته الثانية ابنة خالة محمد سلطان باشا و التى حملت اسمه وعرفت باسم هدى شعراوي المناضلة المصرية المعروفة .

ويعد على باشا شعراوي من أعيان محافظة المنيا وكان القائم مقام الخديو فى صعيد مصر بأكمله وأحد مؤسسى حزب الوفد وعند نفى سعد زغلول خارج البلاد تولى على باشا مسئولية الحراك الثورى فى مصر ثم فى سائر الأقاليم عام 1919 وبدأت الثورة فى المنيا بلد على شعراوي ، وفى 1922 توفى على شعراوي ودفن بضريحه الملحق بالمسجد .

بنى المسجد على النمط العثماني، وأهم ما يميز وجهاته التى نفذت بها زخارف متنوعة نباتية وكتابية دقيقة غاية فى الروعة أكسبته طابعاً أثريا مميزاً، واكتسبت وجهات المسجد ثوبا من العصر المملوكى رغم أن تاريخ إنشاء المسجد يرجع إلى الربع الأول من القرن العشرين. وقد زخرف المسجد ببوية الزيت و الأرضية مغطاة بالرخام الأبيض وللمسجد أربع وجهات تقع الواجهة الرئيسية فى الجهة الشمالية وله أيضا ثلاثة مداخل محورية .

والمسجد من الداخل عبارة عن دور قاعة مستطيلة هذا الدور قاعة يحيط بها أربعة أروقة ، هذا الدور قاعة يغطيها شخشيخة من ثلاث قباب مثمنة الأضلاع مخروطية الشكل ويتضمن المسجد من الداخل خمسة أروقه موازية لجدار القبلة ،

 بالإضافة إلى الضريح الذى يوجد خارج جدار القبلة ملاصقا له مباشرة وهو من الداخل على شكل مسدسى تعلوه القبة ويتميز بالعمارة العثمانية، الأرضية من الرخام  ومئذنته جميلة مصممة على طراز غاية فى الجمال.

هذا الجمال الأثري العثمانى تطوقه مواقف السيارات الميكروباص والتى تقف فى حرم المسجد من الناحية الشرقية  وهذه كارثة فى حد ذاتها حيث يؤدى إلى العديد من الأضرار الخطيرة على الأثر:  تراكم الأتربة وعوادم السيارات على واجهات المسجد حيث تحتاج إلى ترميم دقيق لإزالتة ، إلى جانب غسيل السيارات بجوار المسجد وانتشار الباعة الجائلين علاوة على أنّ سائقي الميكروباص يتخذونه استراحة لهم. 

وكالعادة يصرخ القائمون على المسجد بحمايته والحفاظ عليه لكن يسد الجميع أذنيه، تم تقديم مذكرات كثيرة  إلى منطقة شمال آثار المنيا لتوضيح السلبيات الخطيرة على المسجد ، والشجار المستمر مع السائقين للابتعاد عن المسجد ، ورفع الجميع يده عن  المسجد ليلحق بركب باقى الآثار المهملة والقريبة من الاندثار مع مرور الوقت،فى الوقت الذى يصنع من ليس له حضارة تاريخ  ندمر نحن التاريخ .

    الاكثر قراءة