اهتمت الصحف السعودية الصادرة اليوم السبت، بمحاولات قطر لتسييس شعيرة الحج.
وكتبت صحيفة "اليوم" تحت عنوان (قطر واختيار منصة الافتراء العارية)، يستطيع أي معاد للمملكة، وأي مغرض أن يفتري عليها بما يشاء، وقد يجد من يصدقه، شأن المملكة في ذلك شأن بقية الدول التي قد تتعرض لذات الاستهداف.
غير أن اختيار الحج وخدماته التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن كمنصة لهذا الاستهداف، سيكون بالتأكيد أغبى وأحمق خيار على الإطلاق، وهو رأي العالم بأسره الذي يشهد على مدى أشهر الحج كيف تدار هذه الشعيرة الدينية، التي يحتشد فيها الملايين على صعيد لا يتجاوز بضعة كيلومترات مربعة، وبكفاءة يندر لا بل يستحيل أن يتوافر لها أي مثيل في أي مكان آخر من العالم.
وأضافت الصحيفة، لقد تجاوزت المملكة منذ زمن بعيد مسألة النقاشات في أمور الحج، بعد أن رأى العالم أجمع كيف يتسابق ملوكها قبل مواطنيها على خدمة الحجيج، وكيف تسخر القيادة تلو القيادة التوسعات المستمرة والمتلاحقة للمشاعر، وكيف تقتطع بمنتهى الرضا والأريحية وبلا أي منة حصة ضخمة من موازناتها السنوية للإنفاق على مشاريع التوسعة، وعلى تطوير خدمات الحج، وعلى بحوث تطوير الخدمات، وتحويل هذا المنسك إلى رحلة إيمانية غامرة بالهدوء والأمن والسكينة، ليتفرغ الحجاج لعبادتهم في جو تتمازج فيه قلوب المؤمنين بمشاعر الوحدة كأحد مقاصد الحج، رغم اختلاف ألسنتهم وألوانهم وجنسياتهم، ورغم اختلاف ثقافاتهم.
وأوضحت، أنه حينما تبدأ حكومة الدوحة المزايدة في شأن الحج، وتطلق لأحقادها العنان، وهي التي طالما أشادت رغم أنفها بجهود المملكة الاستثنائية في هذا المقام، فإنما هي بذلك تعلن عن حماقة لا طب لها ولا طبيب، مثلما تفضح ذاتها بأنها أفلست من أدوات الانتقاص للمملكة في خصومتها معها، وهي تحلم في تأليب المسلمين ضدها، دون أن تعي أنها اختارت المنصة الخطأ التي ستفندها شهادة الملايين ممن حج أو اعتمر، وليس أسوأ من أن ترد الحجة على هذا الادعاء الباطل من قبل ملايين المسلمين، الأمر الذي يبدو أنه أفقدهم صوابهم ليعمدوا بمنتهى الصفاقة؛ لوضع العراقيل في وجوه مواطنيهم من أداء فريضة الحج، خاصة بعد الضربة القاصمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز باستضافة حجاج قطر على نفقته.
وفي السياق ذاته.. أكدت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها بعنوان (قوات الحج.. بالمرصاد)، أن العالم بات يدرك جيدا أن المملكة لن تسمح بتسييس الحج تحت أي ظرف، وذلك لتمكين حجاج بيت الله الحرام من أدائهم للنسك بأمان، وترفض رفضا قاطعا أي مساع لرفع الشعارات السياسية، ولن يسمح لأي كائن من كان بتعكير صفو الحجاج.
ورأت الصحيفة، أن تتخذ الدولة وشعبها شعارا موحدا (خدمة الحاج شرف لنا)، لاسيما وأن الجميع يرى الأعمال لا تتوقف لتهيئة الأجواء المناسبة لراحة الحجاج وأمنهم على غرار العقود الماضية، من خلال الإعداد الجيد للقوات الخاصة بالأمن في المشاعر المقدسة لإنجاح الموسم الذي يعتبر الهدف الرئيسي للقيادة السعودية التي تسعى لخدمة الحجاج وعدم تعكير صفو الحجيج.
واختتمت بالقول: مهما حاول البعض الترويج لكذبة عدم مقدرة المملكة على إدارة الحج، يظل العمل الميداني طيلة السنوات الماضية دليلا فعليا على قوة الدولة في إدارة الحشود بشهادة المجتمع الدولي، الذي أبهرته الخطط المعمول بها في تفكيك الكتل البشرية لمنع أي حوادث تضر بالحجاج.
وتحت عنوان (أيام معلومات)، كتبت صحيفة "الرياض"، هناك من يدعو إلى تسييس هذه العبادة الروحانية من أجل استغلال تجمع هذا العدد الهائل من حجاج بيت الله الحرام؛ لينشر فكره المريض ويروج له في أوساط ضيوف الرحمن، ولكن دولتنا وقفت والعالم الإسلامي في وجه تلك الدعاوى المغرضة، من أجل أن يكون الحج عبادة خالصة لوجه الله، لا تشوبه شائبة من شوائب الدنيا، ومن أجل أن تؤدي جموع الحجيج نسكها بكل يسر وسهولة واطمئنان وأمن وأمان.. مضيفة، "المغرضون يريدون إخراج الحج عن مقاصده الأساسية كونه عبادة ربانية خالصة إلى أهداف دنيوية قاصرة تعبر عن فكرهم الضيق.