كثّفت الولايات المتحدة دائرة تعاونها مع شركائها في تحالف "العيون الخمس" الاستخباري، بالإضافة إلى اليابان، بهدف تعزيز تقاسم المعلومات الاستخباراتية وفنون الحرب المعلوماتية والرصد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (الإندو- باسيفيك)، في ظل تصاعد التوترات مع الصين خلال السنوات الأخيرة.
وأفادت قائدة قوات الإشارة في سلاح البحرية الأمريكية، الفريق كيلي أيشباتش، إن هناك تعاونًا نشطًا وحوارات فعالة يجري تداولها في الوقت الراهن حول أفضل الممارسات والتدريبات مع أعضاء تحالف "العيون الخمس"، الذي يضم إلى جانب الولايات المتحدة كلًا من أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، إضافة إلى دول أخرى شريكة من خارج التحالف من بينها اليابان.
وقالت الفريق إيشباتش، لدى مشاركتها في مؤتمر "ويست 2023" لقوات البحرية الأمريكية وخفر السواحل المنعقد حاليًا في سان دييجو بولاية كاليفورنيا، "هناك 12 دولة على الأقل أو أكثر من ذلك، تنشئ برامج للحروب المعلوماتية، أو لديها اهتمام بتعزيز مشاركتها في مجالات حرب المعلومات. ونحن نعمل في هذا الشأن، ونركز على ذلك."
ولفتت في تصريحات، نقلتها مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية، إلى أن اليابان، على وجه الخصوص، أبدت حرصها واهتمامها الكبير بمسألة الحرب المعلوماتية "على نحو إيجابي حقيقي".
وفي هذا الصدد، أشارت مجلة "ديفينس نيوز" إلى أن اليابان وأستراليا من الحلفاء المهمين للولايات المتحدة، في منطقة المحيطين الهندي والهادي (الإندو- باسيفيك)، كما أن هناك دولاً حليفة أخرى في المنطقة التي يكثف فيها مسؤولو الأمن القومي تركيزهم واستثماراتهم في مجالات الحرب المعلوماتية سعيًا إلى مواجهة السلوك العدائي المتصاعد للصين في المنطقة.
وتمثل الحرب المعلوماتية دمجًا للقدرات الإلكترونية والعمليات السيبرانية الهجومية والدفاعية، وتدمج ما بين دراية البيانات وتشغيلها واستخدامها لتحقيق التفوق قبل المعارك أو أثنائها أو بعد انتهائها. وأدى الانتشار واسع النطاق لتقنيات الاتصالات والتكنولوجيات المتطورة وشيوع استخدامها في جيوش العالم، إلى تصاعد هائل لاستخداماتها في المجالات الحربية ومنظوماتها.
وتشدد المسؤولة الأمريكية، على أن توافر حلفاء للولايات المتحدة في هذا المجال "قد يكون أمرًا قويًا للغاية، خصوصًا في منطقة المحيط الهادئ".
وقد أنشأ سلاح البحرية الأمريكية قيادة أسطول حرب المعلومات في الباسيفيك، وشددت وثيقة إدارة بايدن الخاصة باستراتيجية "الإندو-باسيفيك" على ضرورة تقوية خطوط الاتصالات مع البلدان المجاورة في المنطقة.
وقالت الفريق إيشباتش، في المؤتمر الذي انطلقت فعالياته أمس بحضور مسؤولين وخبراء البحرية وخفر السواحل في الولايات المتحدة ويختتم أعماله اليوم الخميس، "تماشيًا مع مقاربتنا الاستراتيجية الواسعة النطاق، سوف نعطي الأولوية لعنصر قوتنا العظمى الفردية اللامتماثلة: شبكتنا من الحلفاء والشركاء الأمنيين".
وتابعت أن الولايات المتحدة ستعمل عبر المنطقة "مع حلفاء وشركاء لتعميق قدرات التشغيل التبادلية معهم لتطوير الإمكانيات القتالية والحربية المتطورة ونشرها في إطار دعمنا لهم من أجل الدفاع عن مواطنيهم ومصالحهم السيادية".
وترى المسؤولة الأمريكية، المكلفة بمهام التأكيد على حسن تدريب متخصصي الحروب المعلوماتية وتزويدهم بالإمكانات اللازمة، أن هناك مسارات متنامية للتعاون الدولي في هذا السياق، واستشهدت بمعاهدة "أوكوس" للغواصات النووية التي شملت كل من أستراليا والمملكة المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة، باعتبارها مثالاً على ذلك.
وتأسس تحالف "العيون الخمس"، الذي يضم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في عام 1941 بموجب "المعاهدة البريطانية الأمريكية متعددة الأطراف"، التي ركزت على توثيق التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات استخبارات الإشارات وتقنياتها.