الخميس 20 يونيو 2024

الحب في دنيا الغلاء

مقالات16-2-2023 | 22:04

انتهى يوم الحب، بنكاته الفيسبوكية.. ومنشورات هداياه العجيبة والتي انقلبت من باقات ورود إلى كرتونة بيض وزجاجة زيت، وإن سألت أحدهم أين ذهب حب زمان؟.. باغتك بقصيدة طويلة عريضة من التهكم على المشاعر في دنيا الغلاء.. وكأن العشق مرهون بارتفاع وانخفاض سعر الصرف بالمعاملات البنكية. 

عفواً أعزائي الأزواج والزوجات، فالحب لم ولن يكن أبدا سلعة تخضع لأحوال البورصة العالمية.. فأنا وأنت ونحن جئنا لهذه الدنيا كي نحب ونٌحب.. فإياك أن ترضى لذاتك بعلاقة عشقية منقوصة بحجة غلاء المعيشة وصعوبة الظروف الاقتصادية، أو بمعنى أدق ارتباط قائم على المادة وفقط!.

ربما يقرأ أحدكم كلامي هذا، فيصاب بنوبة ضحك، وجائز يعتقد أنني أنعم بحياة وردية فلا أعرف ماهية العناء من أجل توفير لقمة العيش، والحقيقة أنني مثلكم أشكو القفزات الجنونية للأسعار، وأتعب يومياً جراء التفكير في كيفية تدبير الميزانية، لكن الفرق بيني وبين كل من أهدر قيمة المشاعر بحجة الغلاء، هو مقدار إدراكي لسلاح الحب كوسيلة مضمونة للقضاء على كافة مشاكلنا الحياتية.

فالحب يا سادة إن وجد بين طرفي الزواج خفف كثيراً من ضغوطات الحياة، فكم من بيوت تنعم بثراء فاحش إلا أن أصحابها مصابون بكافة الأمراض العضوية بل والنفسية بسبب صقيع اللهفة وبرودة الأشواق، وكم من أسر تفتقد ما يسد رمقها لكنها لا تشكو الفقر أو حتى تشعر بالجوع من كثرة تشبعها بالحب.  

 تعالوا معاً، نفكر في هذا العلاج الساحر المسمى "بالحب"، ونجلس سوياً كأسرة مترابطة يشعر كل فرد منها بمتاعب واحتياجات الأخر، وبدلاً من العويل والصراخ على سعر الدجاج ومصاريف دروس الأبناء والتي لم ولن تتغير وإن أقمنا "مندبة"،.. نبحث عن بدائل عملية للتغلب على صعوبات المعيشة.. نناقش ما يمكن أن يوفره كل منا من مصروفاته اليومية ، نمسك بورقة وقلم، لكتابة مستلزماتنا الشهرية وما يمكن التقليل منه أو الاستغناء عنه إن لزم الأمر.

 الحلول كثيرة ومتعددة، كل ما نحتاجه قليل من التفاؤل وكثير من الحب.. وقتها، نستطيع إدارة دفة سفينة حياتنا وإن ارتفعت الأسعار وغلت  المعيشة.