الخميس 23 مايو 2024

وبرت مردوخ استنكر ادعاءات معسكر ترامب بتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020

وبرت مردوخ

عرب وعالم18-2-2023 | 11:52

دار الهلال

استنكر قطب الإعلام المحافظ روبرت مردوخ وقناته فوكس نيوز، ولكن فقط في أحاديث خاصة، ادعاءات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسرقة منافسه جو بايدن للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 7 نوفمبر 2020 مرورا بالهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

ومرت بضع سنوات منذ انتهاء فترة التوافق بين مؤيدي ترامب وقناة "فوكس نيوز"، التي تحظى بشعبية كبيرة بين المحافظين وتيار اليمين في الولايات المتحدة. وتعد القناة هي جزء هام من إمبراطورية "نيوز كوربوريشن" التابعة للملياردير الأسترالي الأمريكي روبرت مردوخ البالغ من العمر 91 عامًا.

لكن الدعوى القضائية التي أقيمت في مارس 2021 بتهمة التشهير ضد "فوكس نيوز"، والتي رفعتها الشركة المصنعة لآلات التصويت الإلكتروني، "دومينيون فوتينج سيستيمز"، تلقي الضوء بتفصيل كبير وتقدم شهادات على علاقة ترامب ومردوخ التي ساءت بعد الانتخابات الرئاسية في 7 نوفمبر 2020.

ووفقًا لهذه الوثيقة القضائية المؤلفة من 192 صفحة والتي تم نشرها بأمر من قاضي في ولاية ديلاوير شمال شرق البلاد، انتقد روبرت مردوخ والمسئولون التنفيذيون ومضيفو فوكس نيوز منذ هزيمة ترامب، وسخروا، حتى أهانوا معسكر الجمهوري الخاسر.

لكنهم فعلوا ذلك فقط في أحاديث خاصة. أما على شاشة فوكس نيوز، ازدهرت الأكاذيب والتأكيدات التي تتحدى انتخاب الديمقراطي جو بايدن.

هذه المعلومات مأخوذة من الملف الكبير لقضية التشهير المرفوعة في مارس 2021، والتي اكتملت في يناير 2022 والتي تطالب فيها شركة دومينيون بتعويض قدره 1.6 مليار دولار.

وتعتبر هذه الشركة أن قناة فوكس نيوز قد شوهت سمعتها بعد أن زعمت أن آلات التصويت الإلكترونية الخاصة بها قد استخدمت لتحريف النتائج في عدة أماكن في الولايات المتحدة وحتى، في الماضي، في فنزويلا، لصالح الرئيس الراحل الآن هوجو تشافيز.

ولكن عندما كشف مستشارو دونالد ترامب - رودي جولياني وسيدني باول - عن وقوع عمليات تزوير مزعومة على نطاق واسع، كتب روبرت مردوخ على الفور إلى سوزان سكوت رئيسة قناة فوكس نيوز ميديا.

في الرسالة الإلكترونية التي تحمل عنوان "بصدد مشاهدة جولياني!"، وصف روبرت مردوخ تدخل أنصار ترامب بأنه "شيء مجنون حقًا ومضر"، وفقًا للشكوى القضائية. وكتب مؤسس شركة "نيوز كوربوريشن" مرة أخرى "أنا خائف من شيء فظيع، ضار بالجميع".

والمحادثات باستخدام الرسائل النصية القصيرة في نوفمبر 2020 بين المقدمين ومنتجين البرامج في قناة فوكس له نفس القدر من الأهمية.

وفي أحدها أقر المذيع تاكر كارلسون لزميلته لورا إنجراهام أن مستشارة ترامب "سيدني باول كاذبة".

وكتب: "لقد ضبطتها بالجرم المشهود، إنه جنون". ردت لورا إنجراهام أن "سيدني مجنونة تمامًا" وأنه "لن يعمل معها أحد (بعد الآن)".

وكتب المنتج جاستن ويلز أيضًا في 19 نوفمبر 2020، إلى كارلسون، أن مستشاري ترامب "سيدني باول ورودي (جولياني) كاذبان سخيفان" منددا بما أسماه سلوكا "يائسا ومضطربا" للادعاء بسرقة الانتخابات.

وتوترت العلاقة بين فوكس نيوز وترامب أكثر في 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار الرئيس المهزوم مبنى الكابيتول، مقر الكونجرس في واشنطن. وقال تاكر كارلسون في رسالة نصية قصيرة إلى منتج آخر يدعى اليكس فايفر أن ترامب "قوة شيطانية، مدمرة. لكنه لن يدمرنا".

في ذلك اليوم، حاول دونالد ترامب، الذي ظل في البيت الأبيض لمدة 15 يومًا، الاتصال ببرنامج لو دوبس اليميني المتطرف للقيام بمداخلة على الهواء مباشرة. لكن القناة رفضت ذلك، لأنه "كان من غير المسئول نشر أحاديثه على الهواء"، كما قالت رئيسة شبكة فوكس بيزنس نتوورك، لورين بيترسون، نقلاً عن شكوى دومينيون.

في نوفمبر الماضي، انتقدت مطبوعات نيوز كوربوريشن الأخرى، "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، ترامب المسئول عن "الفشل الذريع" للحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية النصفية.

يوم الجمعة، اتهمت متحدثة باسم فوكس نيوز دومينيون "باختيار الاقتباسات (في شكواها) وأخذها خارج سياقها".

ودافعت في رسالة بالبريد الإلكتروني أن "دومينيون ستحدث ضجة كبيرة وستحدث ارتباكًا لكن جوهر الأمر يبقى حرية الصحافة والتعبير، الحقوق الأساسية التي يمنحها الدستور".

في الواقع، فإن إجراءات التشهير محدودة في الولايات المتحدة من خلال حرية التعبير التي يحميها التعديل الأول للدستور، وغالبًا ما تنتهي النزاعات باتفاق ودي. حتى لو كانت هذه القضية تنطوي على خطر تشويه سمعة وحسابات "فوكس"، وهي إحدى شبكات التلفزيون الوطنية الخمس مع "سي ان ان" و"ان بي سي" و"ايه بي سي" و"سي بي اس".